اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > محنة المترجم

محنة المترجم

نشر في: 7 يناير, 2018: 09:01 م

أمامي ترجمتان لنص واحد ، لمترجمين إثنين — مغربي ومشرقي — يختلفان في المبنى والمعنى العام ،، مما يثير سؤالا محورياً : أيهما الحقيقي ؟ وأيهما أشد إرتباطا بالنص الأصلى الذي قصده صاحب النص ؟؟
الترجمة : كما هو معروف ( إلتزام ) الى جانب كونها علم وفن وحسن إختيار .. ودراية كافية (( أكاد أقول تامة)) بأفانين اللغتين : الأ صلية ( المترجم عنها ) والمترجم إليها …..فهي (علم) بسبب ، إن على المترجم أن يستوعب الخصائص اللغوية والنحوية والدلالية والسياق العام للغة التي يترجم عنها الى اللغة التي يترجم إليها ،، وكونها( فن ) من حيث إن على المترجم أن يستوعب الخصائص الجمالية في اللغتين ،أما كون الترجمة آختيار ،، فبسبب إن على المترجم أن يسأل : ماذا أترجم ؟ولماذا أترجم هذا النص دون غيره ؟ ولمن أترجم ؟؟
الترجمة إلتزام أخلاقي ،،، فقد توجب على المترجم الإنجليزي لمسرحية ( كوميديا قديمة ) أن يدعو مؤلفها الروسي الى لندن للإشراف على نقل النص الروسى للإنجليزية .. وكان المترجم الإنجليزي لرواية (( مائة عام من العزلة )) مضطراً للقاء غابريل ماركيز في محل إقامته ليتفق معه حول بعض التراكيب عند نقلها من الإسبانية إلى الإنجليزية ..
شهرة ٠( باسترناك ) لم تتأت (ى) من كونه شاعراً فحسب ، فقد ذاع صيته بسبب ترجماته لروائع شكسبير - ماكبث و هامليت وعطيل والملك لير ،، وكأن شكسبير —عبر ترجمة باسترناك قد أصبح روسياً لا إنجليزياً .
وكآننا لا نعرف عن صدقي إسماعيل مترجماً إلا من خلال ترجمته لكتاب ( رامبو) ..فما أن يذكر إسم رامبو إلا ويقفز للذهن اسم صدقي إسماعيل وإن كان هذا الأمر لا يلغي جهد المترجم خليل خوري ل ( رامبو)
………
الترجمة الملتزمة . عناء ومكابدة ، خلافا للتأليف الحر الذي يختار المؤلف ألفاظه ومصطلحاته من مخزونه الثقافي والمعرفي في اللغة الأم ،،، فيا لثقل أعباء المترجم
ويا لسعة صدر القراء فيما يقرأون من ترجمات .
# بعض الجذاذات مستلة من موضوع ( ما بعد الذاكرة.. للكاتب سامي محمد )

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram