إطلالة مأساوية حملها عام 2018 أبتدات برحيل قامة رياضية كروية شامخة اسمها علي كاظم، سمعنا عن فنّه وخلقه الرياضي الشيء الكثير وما زالت صفحات التواصل الاجتماعي تعيد أهدافه التأريخية مع المنتخب الوطني ونادي الزوراء، وأعاد الزملاء العديد من المحطات التاريخية في حياة كاظم الفنان الرياضي الإنسان، بجهد وحرفة تجعلنا نتعايش معه ونفخر جميعاً بأن لنا مثل هذه القامات الرياضية التي يتذكرها الوسط الرياضي داخل العراق وخارجه أيضاً، ولكن يبقى السؤال الذي يضرب أطناب الفكر وكأنه أزلية تاريخية مستدامة، لماذا لا يُخلّد البطل في حياته ونستذكره فقط عندما يموت وكأننا نعيد جدلية طيب الذكر أديسون أو الرسام بيكاسو والسيّاب على سبيل المثال لا التحديد؟
لماذا هذا الشعور الجارف بالارتياح ونحن ننشر مراراً صورنا مع علي كاظم وعلي حسين وكاظم وعل وغيرهم وكأننا نبرّئ ذممنا بالدليل القاطع أننا أنجزنا الواجب كما هو حال تواجدنا في العزاء ونُبرز صور السيلفي مع كاظم على فراش المرض، بل إن أحد المسؤولين نسيَ التعزية وراح يكرّر منشوراته بزيارة النجم الراحل على فراش المرض ولسان حاله من خلف الابتسامة المريبة يقول لنا (لقد أديت ما يجب ولم أقصّر بواجب زيارته في الأيام الأخيرة) وهنا من حقّي أن استفهم : هل حقاً سيركن الضمير الى الراحة ويخلد الى النوم بهدوء؟ لا ببساطة متناهية، إنه ضحك على الذقون وانجراف هائل الى موجة الاستخفاف بالعقل الجمعي المجتمعي، فما علي كاظم وغيره إلا نماذج لحالات كثيرة بين رياضيين ومبدعين بمجالات أخرى يعانون الإهمال والركون ومحظوظ من تُسلّط عليه العدسات الإعلامية في زاوية السؤال والحديث عن حاله، وأن تكون المهمة من إيجابيات الإعلام بالتأكيد، ولكنها أيضاً مسؤولية المؤسسات النقابية والمجتمعية التي يجب أن تتولى المتابعة وتسهيل الإجراءات لا أن ينتظر المريض دوره في اللجان الطبية النادرة التي لا تعي من يكون في نهاية الطابور الطويل المزعج وحتى في أحيان كثيرة تكون إشارات المسؤولين في المؤسسات الرياضية على اختلاف أنواعها بمتابعة الحالة الصحية هي من قبيل الدعاية والإعلان أكثر منها واجباً ضرورياً بحق قامة وطنية كبيرة، وقد ينتهي الاهتمام بعد مقابلة تلفازية أو إعلان صحفي بزيارة مع تكرار سوف نفعل الى آخر المطاف .
من كل الذي سبق ولكي نحتوي أزمة النجوم الذين تناقص عددهم بذات السيناريو، أرى اليوم تواجد نقابة للرياضيين الرواد بكل تفاصيل العمل النقابي حاجة مُلحة لاحتواء أزمات النجوم والوقوف معهم وتجنيبهم حرج السؤال ومناشدة المسؤول التي لا تغني عن جوع، وهي خطوة مهمة لحفظ كرامة وسمعة نجومنا الأبطال لردّ الدين لهم ولا نتوقف عند حدود سيلفي مرتبك سيطول جميع المنتظرين في يوم من الأيام!
سيلفي مع علي كاظم
[post-views]
نشر في: 7 يناير, 2018: 09:01 م