دائما ما تُثبت النساء أنهن حين يكُن في موقع ما يتفوقن على أنفسهن، وهذا ما اثبتته الاكاديمية والكاتبة مي ابو جلود، التي ضيفتها رابطة النقاد والاكاديميين في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، للحديث عن " المقالة الساخرة/ صورة مشهدية شاخصة."
الجلسة أقيمت يوم الاربعاء الفائت في مقر الاتحاد على قاعة الجواهري، قدمها رئيس الرابطة أ.د. سمير خليل الذي أكد "أن أبو جلود عُرفت بإمكاناتها الاستثنائية بكتابة المقالات الساخرة." مؤكداً "إن من يقرأ لها سيتفاجأ بقدرة المرأة على الخوض بهذا المجال."
وأضاف الخليل "سنطلع على مقالات مي أبو جلود وسنلتمس مقدرتها السردية العالية ورؤيتها على اقتناص ما هو استثنائي ومُغاير."المحتفى بها مي أبو جلود، كاتبة للعديد من المقالات التي تضمنت " حموت .. حنتحر.. حهاجر، وكارت أحمر، الحب أن تسرق، أنا امرأة... أنا ضد البايسكلات." ومقالات اخرى، قدمت المحتفى بها مجموعة قراءات لهذه المقالات، وتحدثت عن تأثير تجربتها الحياتية الخاصة في كتابة مقالات كهذه...
تضمنت الجلسة عدة مداخلات منها للناقد علي حسن الفواز الذي قال " لأن المحاضرة غاية في المتعة لأن الكاتبة قدمت لنا ما هو جديد واستثنائي." ذاكراً أن كل البلاد العربية التي حاولت ان تحافظ وتحمي اللغة العربية أو تعري مخالفيها، انطلقت من الاحتجاج الساخر على مستخدميها بطريقة خاطئة."
وأكد الفواز قائلاً "في بلادنا يُهيمن المُقدس، ولم يتواجد لدينا اي كاتب حتى الآن يتجاوز هذه الهيمنة؟، نحن بحاجة لكاتب يضع السرديات في سياق أدبي استثنائي ومميز."
وأشاد الفواز بأسلوب المحاضرة أبو جلود ذاكراً "إنها تقدم محاضرتها بشيء من اللذة والتميّز في إسلوب يجب الاعتراف بأنه لم يتطرق له أحد مسبقاً." مُشيراً الى "الدراسة والبنية والإسلوب الادبي والثقافي العالي والرصين، والمعرفة بما تقدمه الكاتبة."
وأعاد مقدم الجلسة الخليلي قراءة جانب من مقدمة أبو جلود حول مقالها الذي ذكرت فيه أنها تعشق إسمها الخفيف السهل اللفظ حتى على لسان الاطفال، فهو اسم يشبه خرير الماء.. اسمها منتشر في العديد من الثقافات ...
تضمنت الجلسة مداخلة أخرى للكاتب عبد الامير المجر، الذي أشار إلى استثنائية الجلسة متطرقاً الى مثال عن السخرية وهو شارلي شابلن، وذكر المجر "أن الكتابات الساخرة تعاني من شيئين فأما أن يكون كاتب المقال الساخرة عارف ومتابع ويرى الامور بعمق بحيث يستطيع تصويب أدواته بشكل صحيح، أو أن يكون مالكاً لهذه الأدوات إلا إنه لا يتمتع بالمعرفة والمتابعة الجيدة للحدث، أو يكون متابعاً مميزاً لكنه لا يملك الأدوات الساخرة لتوظيفها في كتابة المقال."
وأكد المجر قائلاً "إن كتابة مقال ساخر يحتاج لتوفر عنصري الذكاء والوعي، فالكاتب الساخر الذي لا يمتلك هاتين الأداتين ولايمتلك عمق الرؤى ولن يستطيع أن يصل للمتلقي بشكل صحيح."
عن المقال الساخرة..رابطة النقّاد والاكاديميين تُضيف مي أبو جلود

نشر في: 3 يناير, 2018: 12:01 ص