أوراق مفكرتي — التي أودعها أسراري ونجواي، وأهمي عليها هواجسي — إكتظت وإزدحمت وأيام السنة تلوح بيديها الإثنتين علامة الوداع.
جارت أيامها على لياليها،، كنت أسترق نبضا من أيام الرخاء أخفف به لسعة ايام الشدة،
أحاول التوفيق بين أيام الخصب والجدب، وساعات الهدوء والإنفعال، وسوارات الغضب والتعقل.
الساعة — الآن —تدق دقاتها الرتيبة المعتادة،، تتدفق الدقائق لتغدو ساعات، مؤذنة بإنصرام عام وحلول سنة..
أقلب أوراق المفكرة القديمة، ورقة ورقة، أنقل ما عليها من أرقام وأسماء وأحداث..كتبتها بين نور دافق وظلمة دامسة،، بين إنجاز وإخفاق، بين شك مطلق ويقين شبه مطلق. الآن فارقها سحرها القديم،، كل شيء فيها يبدو عتيقاً،الأحلام الكبيرة تبددت، والآماني الساطعة والآمال المتوهجة فيها بهتت او إرتطمت بناتئات الصخور فتمزقت أو غرقت في بحر الإحباط او اليأس،، ولا بد من استبدالها بمفكرة جديدة غلافها بهيج وملون وحروفها كبيرة، وعليها دلالات الأعياد والمناسبات والأحداث،
ساحتفظ بالغلاف رمزاً،،، رمز لذكريات عصية على الشيخوخة والهرم.. ذكريات شابة..قريبها عزيز، بعيدها عزيز.. اجترها، اجترها، وأتلذذ بكل ما فيها من علقم …
المفكرة.
[post-views]
نشر في: 27 ديسمبر, 2017: 09:01 م
جميع التعليقات 1
أم رشا
صدقت يا استاذه فالذكريات الجميله عصيه على الشيخوخة وتقدم العمر وأنا من الناس اللذين يتنفسون ذكرياتهم ويعيشون بها وعزاءي الوحيد في هذه الحياة أنني أملك اجمل الذكريات عن حياتي وبلدي ومدينتي ودراستي وفي نفس الوقت لا أعتبر الفترة منذ احتلال العراق وحتى الآن ض