ماذا يحدث عندما يجتمع المخرج والكاتب المسرحي مارتن ماكدونا الفائز بالاوسكار عن فيلمه القصير (ستة يطلقون النار) مع الممثلة فرانسيس ماكدورماند الحائزة على جائزة اوسكار عن فيلم فارغو ونجم السينما المعاصرة سام روكويل.
بالتأكيد ستكون أمام فيلم جدير بالمشاهدة "ثلاث لوحات اعلانية خارج ايبينغ ميسوري"، فقد كثرت الأحاديث المتحمّسة في المهرجانات المختلفة عن هذه الدراما الكوميدية السوداء في ظلّ توقع النقّاد منذ الآن وبكلّ ثقة فوز الممثلة الرئيسية «فرانسس ماكدورماند» بجائزة الأوسكار عن دورها في الفيلم. إلى جانب «ماكدورماند» طاقم من ممثّلي الصفّ الأول بينهم «وودي هاريلسون»، و «سام روكويل»، و«آبي كورنيش». يجسّد فيلم «ثلاث لوحات» جهداً استثنائياً، آسراً، عميقاً ومبهجاَ. تدور أحداثه في إيبينغ، ميسوري ويروي قصّة الأمّ المفجوعة «ميلدريد» التي تشعر بالغضب إزاء البرودة والبطء الشديدين لسير التحقيقات في قضية اغتصاب ومقتل ابنتها المراهقة. فلا تجد سبيلاً أمامها سوى استئجار ثلاث لوحات إعلانية ضخمة تتهم من خلالها رئيس الشرطة المحلية بالتخاذل والفشل في العثور على الجاني. ورئيس الشرطة مصاب بمرض ميؤوس الشفاء منه، ونائبه متهور لا يتردّد في إطلاق النار لأوّل سبب، لسكان البلدة آراء متضاربة، و«ميلدريد» و «ابنها روبي» منبوذان من قبلهم.
وفي لحظة ما من الفيلم تفلت الأحداث عن أية سيطرة وتتّخذ منحى فوضوياً....
الفيلم رغم الحزن على قصته لكنه يبدو مسليا يقول المخرج ماكدونا: اعتقد اننا حاولنا قدر المستطاع عدم التغاضي عن البداية المؤلمة والحزينة للقصة وهو ما جرى لابنة ميلدريد (فرانسيس ماكدورماند) كنا نعرف مواقع الاجزاء المثيرة في السيناريو ولكن كان علينا الالتزام بالبداية الحزينة.
وعن اختيار الممثلة يقول: في بالي صوت فرانسس والادوار التي سبق لها ان أدتها فلو لم توافق لكنا سنقع في مشكلة لا أدري ما الذي كنا سنفعله في هذه الحالة ولكن لحسن الحظ إنها وافقت وأبدعت.
بينما تقول فرانسس، تحمست للغاية "مارتن" يعرف أعمالي حق المعرفة ليس في مجال الافلام فحسب بل في المسرح أيضاً وأدواري المسرحية جزء مهم من حياتي ومع انني احببت الدور، فقد اعتذرت لـ مارتين عندما طالعت النص للمرة الاولى قلت له أنا أسفة فأنا متقدمة في السن جدا لاداء هذا الدور فقد كنت في الثامنة والخمسين عندما أطلعني على النص وأنا اليوم في الستين وبعد أخذ ورد ومناقشات قال زوجي اخيرا "إصمتي وأدي الدور".
ومن طاقم العمل الممثل سام روكويلالدي جسد دور الشرطي العنيف والأبله في هذا الفيلم يقول: لقد مرت في حياتي لحظات كنت فيها أبله لذا كان بامكاني الاستعانة بخبرات تلك البلاهة لاداء الدور وهو دور مميز بحق لقد أدى فرانسس ووودي دور شرطيين من قبل وأنجزا قدراً من البحث في هذا الإطار، أما أنا فلم أحظ بهذه الفرصة يوماً لذلك شعرت بحماسة كبرى ورافقت بعض رجال الشرطة وسجلت اداءهم.
بدأ هذا الفيلم جولته مع الجوائز هذا الموسم حيث تصدر الفيلم الترشيحات لجوائز نقابة ممثلي الشاشة، ونال أربعة ترشيحات، بينها ترشيح في فئة أفضل طاقم تمثيل في فيلم، وهي أرفع جائزة تقدمها النقابة.. وفي الطريق الغولدن غلوب التي تكون نتائجها التمهيد لجوائز الأوسكار.