اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل سيُحاسَب أحمد الملّا طلال؟

هل سيُحاسَب أحمد الملّا طلال؟

نشر في: 26 ديسمبر, 2017: 06:19 م

أبرز محاسن الريموت كونترول حريّة الاختيار. فأنت تمضي الوقت في البحث عن الجديد والمثير، لكن وسط البحث عن أخبار هذه البلاد يخرج عليك محمود المشهداني بدرس عن الزهد ومخافة الله، ويريد منك أن تنسى أنه قايض رئاسة البرلمان براتب تجاوز الـ 40 مليون دينار عراقي شهريّاً! أو تجد نفسك في مواجهة سياسي يبكي وينوح على النزاهة والاستقامة، ويعتقد أنك مصاب بداء النسيان وسوف لاتتذكر أنّ استقامته ثمنها العديد من المقاولات والمشاريع التي لاتخرج الى النور إلا بعد أن يقبض عمولته مقدماً، أو أنك تقع على مباراة في المصارعة الحرة بين أبو مازن ومشعان الجبوري وعليك أن تختار. وأنا أختار أنّ أغيّر القناة الى أفلام توم وجيري، لأنّ بين الاثنين من اللطف والمحبة والتسامح، أكثر مما بين المتصارعينَ على الكعكة العراقية. ولأنّ الريموت كونترول يشطّ أحيانا، فهو يذهب بي إلى برنامج أحمد الملا طلال الذي يذكرنا كل يوم أن هناك مؤامرة " كونية " للتشويش على برنامجه التلفزيوني، وأنّ رؤوس هذه المؤامرة معروفون للقاصي والداني، ولهذا كان لابدّ أن يوجِّه لهم في الدقيقة الاخيرة من البرنامج رسالة يتوعّد فيها بنشر فديو لفعل فاحش لأحد أشقّاء المتآمرين، لا أريد أن أعيد على حضراتكم كلاماً مخجلاً تعفّ الآذان عن سماعه، ولا أريد أن أذكّركم أنّ الملا طلال خرج علينا قبل أيام بفديو عنوانه " مدني " يريد من خلاله أن يقيم دولة المواطنة والقيم المجتمعية.
هل حضرتك عزيزي المتفرج متفاجئ من الحالة؟ هل السيد أحمد الملا طلال وهو يقول لمتآمر مجهول سأعرض فديو لشقيقك وهو "....... " كان يعرف جيداً أن لاأحد سيحاسبه، وأن فعلته ستمضي كأنها لم تكن، وأن هيئة الاتصالات والإعلام مشغولة بمطاردة الإذاعات المستقلة لأنها تقدم الأغاني والفرح للناس.
كانت مهمة البرنامج التلفزيوني أن يرتقي بالمُشاهد، ويعمّق رؤيته، ويضع هموم الناس تحت المجهر، والآن، نشاهد على الفضائيات مقاطع ساذجة لسياسيين تتميز بسوء التعبير والخلوّ من أي جملة مفيدة وإلا ما معنى أن يصدِّع رؤوسنا موفق الربيعي بأنّ عدم انتخابه سيُدخل العراق في مأزق عظيم، ولكن ياسيدي النائب هل هناك مأزق أكثر من مشاهدتك 14 عاماً؟!
اليوم الكل صار نجم الشاشة الصغيرة التي اخترعها الأميركي جون بيرد كي يتفنن في بثّ سموم الانتهازية والطائفية ، وإرشاد الناس كيف يصبحون صالحين من خلال انتخابهم، ولم نتوقع أن يكون آخر هذا " اللغو " التهديد بفديو فاضح!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. بغداد

    استاذ علي حسين يا ريت مخترع الشاشة الصغيرة الامريكي جون بيرد كي ما اخترعها ولا شفنا هل الوجوه الغبرة من امثال مشعان بن ركاص ولا المخبر السري اللي تريد تصيرة وزير دفاع عتاب الدوري ولا الوجوه الزفرة من مرتزقة الأعلام الساقطين وقنوات فضائحيات زمن السقوط والأ

  2. أبو أثير / بغداد

    كنت أظن ان السيد موفق الربيعي سيحترم موقعه الوظيفي النيابي .. ويعيد الدار التراثية في شارع حيفا ويعيدها الى أمانة بغداد بعدما أتخذها مقرا لنشاطاته ألأنتخابية والسياسية وهو أعتداء صارخ على ألعقارات المملوكة للدولة وأنتهاك للحق العام ... لا أن يسوق نفسه لأن

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram