انطلقت دورة خليجي 23 وبدأت معها المنتخبات المشاركة رحلة البحث عن حصاد النقاط من أجل تسهيل مهمّتها في الوصول الى المباراة النهائية والحصول على اللقب كطموح مشروع للجميع.. وقد شهد اليوم الأول خسارة صاحب الأرض والجمهور المنتخب الكويتي أمام شقيقه السعودي، وكذلك العُماني أمام الأبيض الإماراتي لتعلن عن بداية الإثارة والتنافس بانتظار ما تسفر عنه نتائج مجموعة منتخبنا الوطني الذي سيكون قد واجه المنتخب البحريني وتعذّر معرفة ما آلت إليه النتيجة لأسباب تتعلق بتوقيت دفع المقال صباح يوم المباراة.
وفي كل الأحوال فإن مؤشرات نجاح الدورة فنياً وتنظيمياً قد بانت بشائره بعد الافتتاح الرائع والحضور الجماهيري الكبير في ملعب جابر الدولي الذي بعث برسائل ذات دلالة واضحة بفرحة أبناء الكويت ووقفتهم المشرّفة في المشاركة لتعضيد كل الجهود التي بذلتها الكويت برغم قصر فترة التحضير التي لم تتجاوز عشرة أيام فقط؟
الحقيقة إن منظر ملعب جابر الذي عانى سنوات من اشكالية في التصميم والتنفيذ فرض عليه إجراء تغييرات فنية وحُرم من تضييف المباريات لفترة طويلة إلا أنه نهض من جديد بتلك الصورة المتكاملة التي ذهبت بخيالنا وأمنياتنا نحو ملعب (جذع النخلة) في البصرة الفيحاء الأكثر جاهزية ودقة في التنفيذ، لكنه مازال ينتظر فرصة إثبات قدرته على استضافة الأشقاء في تجمع مماثل منذ سنوات طويلة .
تلك الأمنية عادت من جديد لتراود احلامنا حين رمى تصريح رئيس الاتحاد عبد الخالق مسعود الحجر في المياه الراكدة عندما تحدث عن طلب العراق استضافة خليجي 24، وإن الأشقاء يدعمون هذا الطلب ولا نعلم كيف جرت الموافقة ونحن ندرك أن هناك خلافات ومواقف مسجّلة من بعض دول الخليج التي رفضت إقامة الدورة الحالية في قطر وكان رئيس الاتحاد مسانداً لتوجّه الدوحة إلا إذا حصل هناك ما هو غير معلن خلف الأبواب!!
برغم ذلك، فإن الاستضافة هو حق مشروع لنا منذ أن تنازل الاتحاد السابق بقيادة حسين سعيد عنه الى الشقيقة اليمن في خليجي 20 برغم أن ظروفها لم تكن في حينها افضل من ظروف العراق واستمر ضياع الحق منذ تلك الدورة ولغاية الآن.
نقول إن تصريح مسعود حرّك المياه الراكدة لأننا فقدنا الأمل باستضافة الدورة المقبلة استناداً لما اعلنته وزارة الشباب والرياضة عطفاً على تصريح الوزير بعدم قدرة العراق على تحمّل تكاليف الدورة وغيرها من الأسباب، ونحن ندرك جميعاً أن السطوة المالية والفنية لملف الكرة هي بيد الوزارة شئنا أم أبينا كواقع حال نلمسه ونتعايش معه يومياً.. وما نخشاه هو أن يكون تصريح مسعود جاء بعيداً عن حسابات التنسيق المسبق والمشورة مع الوزير عبدالحسين عبطان، وبخلاف ذلك فإن التقاطع بين الرأي المنفرد وصاحب القرار وحقيقة قدرتنا على إقامة هذا الحدث ستكون صدمة أخرى لجمهورنا والى جوهرة الملاعب (جذع النخلة) الذي كتب عليه الولادة في زمن فوضى الإدارة والاختلاف!!
البصرة مُنتَظِرة!
[post-views]
نشر في: 23 ديسمبر, 2017: 09:01 م