أنا متأكّد من أنّ الذي سيقرأ بيان وزارة الخارجيّة العراقيّة، الذي يخبرنا أصحابه أنّ الأمم المتحدة استجابت لنفس مطالب السيد إبراهيم الجعفري بشأن القدس، سيسأل الوزارة ما هو موقفها من القرار غير الإنساني الذي صدر قبل أيام والقاضي بتجريد الفلسطينيين المقيمين في العراق من الحقوق والامتيازات كافة الممنوحة لهم منذ عام 1948.
تتذكّرون المهلة التي منحها إبراهيم الجعفري لأردوغان، لسحب قواته من العراق، كانت 24 ساعة ثم تحوّلت إلى أشهر،وفوجئنا أخيراً أنّ وزير خارجيّتنا يُثني على موقف الأتراك من قضيّة القدس، ويعذرني الأُستاذ إبراهيم الأشيقر، إنني مازلتُ أشعر كعراقي بالاستغراب، فلا يوجد بلد على وجه الكرة الأرضيّة تحتل قوّات أجنبية أرضه، فيما وزير خارجيّته منشغلٌ بوضع نظريّة جديدة للنظام العالمي!
عاش العالم العربي في ظلّ الاستعمار الذي ترك لنا أكبر مأساة، عندما تآمر لاستبدال إسرائيل بفلسطين. غير أنّه ترك لنا أيضاً حكومات فاشلة كانت ذريعتها الوحيدة لاضطهاد الشعوب هي قضيّة فلسطين التي شرّدتها إسرائيل، وشرّدناهم نحن من مخيّم إلى مخيّم.
للمرة السادسة أو أكثر أكتب عن كندا التي لا أعرفها سوى من الخارطة، وبعض قصص السيدة مونرو التي ما أن انتزعت نوبل للآداب حتى هززتُ رأسي استغراباً وأخذت ألوك بنظرية المؤامرة التي تقودها الإمبريالية العالمية، حيث صمّت آذانها وعيونها عن مذكرات الجعفري " تجربتي في الحكم " وهو الكتاب الذي لايقلّ أهميّة عن سيرة تشرشل التي حصد عليها نوبل " انحيازاً ".
أعود إلى كندا التي قدّم لنا رئيس وزرائها الشاب جاستين ترودو عند تولّيه رئاسة الوزراء ملحمة سياسيّة بلا سابقة، فهي المرّة الأولى التي يتمّ اختيار لاجئين لمناصب وزاريّة، مسلمة دخلت البلاد مع عائلتها عام 1996 لتصبح وزيرة ، وهندي من الطائفة السيخيّة هاجر في بداية الثمانينيات يتسلّم وزارة الدفاع.
لقد ألغت الأنظمة الحديثة الحدود الجغرافية، وأصبح البحث عن الأصول اختراعاً عراقيّاً بامتياز، حُرم مئات الآلاف من العراقيين من حقوق المواطنة وهُجّروا وبيعت ممتلكاتهم،لأنّ القائد المؤمن كان يشكّ في أصولهم!
لا أحد يتقدّم على مظفر النواب في درس الوطنية وهو يكتب :
من باع فلسطين سوى الثوّار الكتبة؟
اليوم بعض الذين يتغنّون بالقدس ويضطهدون الفلسطينيين في العراق أكثرهم من الثوّار الكذبة.
سيظلّ العراق برغم نظرية الجعفري الثوريّة بلاداً فوق الإثنيات والطوائف، والعنصريّة والشوفينيّة ، ورحم الله العلّامة الأثري حين قال ذات يوم قبل ظهور " زعاطيط السياسة ":
بغدادُ ثغرٌ صاغهُ اللهُ باسماً لكلِّ غريبٍ حطَّ فـيها رواحِله
الجعفري يبكي على القدس
[post-views]
نشر في: 22 ديسمبر, 2017: 06:07 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 3
زياد حمزة
شكرا على هذا المقال انهمرت دموعى وانا اقرا هذا المقال حول تجريد الفاسطننين ابسط حقوق الانسان هل يعقل ان يجنس الجنسية العراقية من اقام فية مدة15.10 سنة ويحرم من سكن فية مدة سبعون سنة. ويعامل كاجنى وثائق السفر الصادرة للفلسطنيين من مديلرية الاقامة
captain hadi
ما يشغلني عن تاجعفري شئ واحد وهوه لمادا لم يرد على اتهام موفق الربيعي باللصوصيه والسرقه وشراء العقارات الفاخره قي كل من لندن ودبي بعشرات الملايين من الدولارات بعد ان كان معدما يعيش فى انجلترا على المعونه حاله كحال اي لاجئ
ابن العراق
بارك الله فيك والله أن قلمك أشجع واشرف قلم حيث ينطق الواقع المرير للبلد بكل شفافية ويكشف الفاسدين أصحاب الوجوه المالحة ارجو الأستمرار على هذا المنوال لا يأخذك في الحق لومة لائم وفقكم الباري لخدمة الوطن