قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين إن القادة الأميركيون السابقون عقدوا اتفاقاً سيئا مع إيران، وسمحوا لداعش بالسيطرة على مساحات واسعة من الأراضي بالشرق الأوسط. وأضاف ترامب خلال مؤتمر صحافي بشأن الستراتيجية أن إدارته قامت بفرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني لدعمه الإرهاب. وأكد الرئيس الأميركي أن ستراتيجية الأمن القومي الأميركي ستعمل على مواجهة الفكر المتطرّف. وأتهم ترامب روسيا والصين بالعمل ضد مصالح الولايات المتحدة. وأنهما يريدان صياغة عالم يمثل نقيض القيم والمصالح الأميركية.

كما اتهمت ستراتيجية ترامب الصين بمحاولة دفع الأميركيين إلى خارج منطقة الهند والمحيط الهادئ، وروسيا بمحاولة استعادة موقعها كقوة عظمى. وفيما يختص بالحرب على داعش، قال ترامب "سنلاحق داعش أينما ذهبوا ولن نسمح لهم بدخول الولايات المتحدة"، مؤكدا " قمنا بتسديد ضربة قوية لتنظيم داعش في سوريا والعراق". وأكد الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة ستتخذ مع حلفائها كل الخطوات اللازمة لضمان نزع الأسلحة النووية من كوريا الشمالية. من جانبها قالت إيران أمس الثلاثاء، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يمكنه جعل اتفاقها النووي مع القوى العالمية الست ينهار. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي "لن ينهار الاتفاق النووي، إن من يتمنون أن يتسبب ترامب في انهياره مخطئون".
وامتنع ترامب في تشرين الأول، عن التصديق على التزام إيران باتفاقها النووي مع الولايات المتحدة وقوى أخرى في 2015، وأمهل ترامب بقراره الكونغرس الأميركي 60 يوما للبت فى مسألة إعادة فرض العقوبات على طهران.
وأعاد الكونغرس الكرة إلى ملعب ترامب عندما سمح لمهلة بشأن إعادة فرض عقوبات على إيران بالانقضاء الأسبوع الماضي، وينبغي على ترامب أن يقرر فى منتصف كانون الثاني، ما إذا كان يريد مواصلة إعفاء إيران من عقوبات تتعلق بقطاع الطاقة. وقضى الاتفاق برفع العقوبات المتعلقة بالمسائل النووية على إيران العام الماضي مقابل موافقة طهران على كبح برنامجها النووي. وقالت إيران إنها ستلتزم بالاتفاق طالما احترمته الأطراف الأخرى لكنها "ستمزقه" إذا انسحبت واشنطن. وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أنه لمس خلال زيارة، الاثنين، إلى واشنطن تطورا فى موقف الولايات المتحدة التي باتت "تتفهم" ضرورة الالتزام بالاتفاق حول الملف النووي الإيراني.
وأكد لودريان للصحفيين فى المقابل "إننا مصممون تماما على الضغط بشكل قوي على إيران لمنع" تطوير "قدرة بالستية تزداد أهمية" وذلك "بواسطة عقوبات إذا اقتضى الأمر"، وأضاف "سأتوجه قريبا جداً إلى إيران لأقول لهم ذلك". وسئل عن احتمال القيام بمبادرة مشتركة مع الولايات المتحدة وقوى أخرى بهذا الصدد فأجاب أن ذلك "يحرز تقدماً".
ورفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب فى 13تشرين الاول الاقرار بالتزام إيران الاتفاق النووي الذي وقعته مع الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا) والهادف إلى منعها من إمتلاك سلاح نووي. وطلب من الكونغرس تشديد شروط هذا الاتفاق الموقع في عهد سلفه باراك أوباما، مهددا في حال عدم قيامه بذلك بسحب الولايات المتحدة منه، غير أن أي خطوات عملية لم تظهر بعد بهذا الصدد. وقال لودريان الذي التقى نظيره الأميركي ريكس تيلرسون ومستشار البيت الأبيض للأمن القومي هربرت ريموند ماكماستر وعددا من أعضاء مجلس الشيوخ يتابعون الملف الإيراني "أوضحت أن هناك ثلاثة مواضيع مختلفة وأن الخلط بينهم قد يحول دون معالجة أي من الثلاثة بالشكل المناسب". وأوضح "هناك أولاً اتفاق فيينا (الذي) ينبغى عدم إعادة النظر فيه" و"الموضوع البالستي المثير للقلق" وأخيرا "الميل إلى الهيمنة على منطقة العراق وسوريا وحتى لبنان" الذي تبديه طهران، وقال إنه يتعمد اختيار عبارة "هيمنة" التي أثارت رد فعل حادا من القادة الإيرانيين حين استخدمها في تشرين الثاني. وقال "يتهيأ لي حقا أن هذا التمييز (ما بين الملفات) يلقى تجاوبا" من الإدارة الأميركية مضيفا "حين نوقع التزاما بهذه القوة حول موضوع بهذه الحساسية، يجب احترامه وأعتقد أن هذا لقى آذانا صاغية، إنها موقف أعتقد أنه بات يلقى تجاوباً الآن".