اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ما هو شعور علي الدبّاغ الآن؟

ما هو شعور علي الدبّاغ الآن؟

نشر في: 18 ديسمبر, 2017: 06:14 م

في حادثة هي الأولى من نوعها، ضبط " جنابي " أمس بالصدفة وزير الناطقيّة السابق علي الدباغ، يظهر على شاشة إحدى الفضائيّات المصريّة باسمه وبلقب جديد هو " ملل سياسي " يتحدّث بكلّ شجاعة وجسارة وثقة بالنفس، بأننا إنْ لم نذهب للانتخابات سندخل في نفق مظلم، ولم يحدّد لنا السيد الدباغ حجم هذا النفق، وهل هو شبيه بالنفق الذي لايزال يحفر به وزير النقل كاظم الحمامي؟!
بالأمس وأنا أشاهد علي الدباغ يتحدث، أشعر بأنّ الدباغ انقلب على الدباغ، فأنا وأنتم عشنا 6 سنوات طريفة ونحن نستمع إلى علي الدباغ، يغازل هذا، ويدخل في معارك وحروب طاحنة، لكنه في النهاية يلوّح بالعصا لكلّ من يريد الاقتراب من أسوار مكتب رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي.
كلّ هذه السنوات والوزير الناطق -الذي اكتشفنا بعد أعوام الخدعة حين أخبرنا أنه وزير بعقد- كان يطرح نفسه باعتباره المقاوم والمدافع عن نزاهة الحكومة ضدّ أيّ شائبة فساد أو سرقة للمال العام، لا يترك مناسبة إلا يعلن فيها بصوت عالٍ بأنْ لا مكان في العراق الجديد لمن يريد أن يلوّث ثوب الحكومة الناصع البياض.
المعركة الضروس التي خاضها أمس " المحلّل السياسي " علي الدباغ التي تميزت بعواصف رعديّة محمّلة بالغبار، جاءت في معرض فضح الفساد الذي حسب رأيه عشّشَ في العراق منذ أربعةَ عشرَ عاماً، وكانت حركات الدباغ على الهواء تحذّرنا من السكوت على الفاسدين، وتطالب الناس بأن يذهبوا إلى صناديق الانتخابات لينتخبوا الأصلح والأكفأ.. ويقصد " جنابه!".
وحين سمعتُ حديث الدباغ أُسقط في يدي. خفت أن يكون المحلل السياسي قد نصب كميناً لنا، لذلك جلست أشاهده وهو يتحدّث عبر السكايب وأفكّر في علي الدباغ الذي أخبرنا يوماً أنه صاحب سبع صنائع ، إلّا أنّ بخته ليس ضائعاً، فخلال فترة ست سنوات هي مدة إقامته في الحكومة، استطاع أن يجمع بالحلال، مبلغاً بسيطاً لايتجاوز ملايين " قليلة " من الدولارات، كلّها إكراميّات ومقاولات وصفقات!
ليس عجيباً ولا غريباً أن يُضبَط الكثيرون منّا في مواقف خالية من الضمير الحي، فنحن منذ يومين ضبطنا أمانة بغداد تستبدل الإعمار بـ " شيلمان " مسلّح يقتل الناس بكلّ أريحية، وضبطنا السيدة حنان الفتلاوي ترفع شعار الإصلاح وحين يسألها مقدّم برنامج أين كانت أيام حكومة المالكي التي اشتهرت بملفّات الفساد، تجيبه وهي تبتسم : " كنتُ أُهفّي للعبادي ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. بغداد

    استاذ علي حسين هذا الدباغ مو هو احد المتورطين بصفقات الكومنشات المليونية التي استلمها من صفقات اللأسلحة الروسية من خلال وزارة الدفاع وايضاً متهم مع فاضل الدباس بأجهزة ملاعيب الأطفال على أساس اجهزة كشف المتفجرات ؟! كان قبل الأحتلال يعمل كعامل في مطعم مشاوي

  2. محمد سعيد

    اسئله تطرح وامل من مجيب ؟ الدباغ وغيره من جهابذبه علم الا يقين يرون ان العراق هو موروثهم ولا غير سواهم .. قد يكون لهم الحق لانهم من رعيل حفنه مدعي المظلوميه , لكن ماذا قدم رعاةهذه المظلوميه للمظلومين حقا وماذا قدمو للعراق البائس تحت وصيا

  3. زياد حمزة

    اا عتذر لكم مقدما على طرح موضوع الغاء قرار مجلس قيادة الثورة المحنل رقم202 لسنوة 2001 الذى ساوى فى الحقوق والوجبات بين الاخوة العراقيين الافاضل الكرام وبين الفلسطينى المقيم من عام1948 ولايزال والذى تم الغاءة موخرا بموجب قانون الاجانب الصادر فى2017/1

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram