أحد الأمثلة الأولى لأداة ميكانيكية تقوم على نحوٍ منتظم بتنفيذ مهمة مادية خاصة قد حدث حوالي عام 3000 قبل الميلاد. فقد كان المصريون القدماء يستخدمون أشكالاً بشرية لدق أجراس الساعات. وفي عام 400 قبل الميلاد قام آركيتوس من تيراميتَم Tarematum، وهو مخترع البكرة واللولب، باختراع حمامة خشبية يمكنها أن تطير، أيضاً! وكانت هناك تماثيل تعمل هايدروليكياً تستطيع أن تتكلم، وتومئ، وتتنبأ وقد أُنشئت عموماً في مصر الهيللينية خلال القرن الثاني قبل الميلاد. وفي القرن الميلادي الأول، صنع بيترونيوس آربيتر دمية يمكنها أن تتحرك مثل الإنسان. وقام جيوفاني تورياني بتكوين روبوط خشبي يستطيع أن يأتي للامبراطور بخبزه اليومي من المخزن في عام 1553. وبلغت الاختراعات الروبوتية ذروةً نسبية (قبل القرن العشرين) في أوائل القرن الثامن عشر. وقد تم اختراع الكثير من الآلات الذاتية الحركة (أي الروبوتات) العبقرية، وإن لم تكن عملية، خلال تلك الفترة. كما كان القرن التاسع عشر مليئاً بمخلوقات روبوتية جديدة، مثل دمية تتكلم لأديسون، وروبوت يعمل بقوة البخار صنعه كنديون. وبالرغم من أن هذه الاختراعات المنجزة على امتداد التاريخ يمكن أن تكون قد أنبتت البذور الأولى لإلهام العلماء الروبوت الحديث، فإن التقدم العلمي الذي تحقق في القرن العشرين في مجال المنجزات الروبوتية يفوق كثيراً التقدمات التي شهدها التاريخ على صعيد تطور الإنسان الآلي. وأول الروبوتات التي نعرفها اليوم روبوت أبدعه في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين جورج ديفول، وهو مخترع من مدينة لويسفيل، كنتاكي. فقد اخترع مشغّلاً تُعاد برمجته دُعي "يونيمَيت Unimate "، وهي كلمة مأخوذة من ""Universal Automation، أي الإدارة الميكانيكية أو الألكترونية الشاملة. وفي العقد التالي، حاول بيع منتجه في الصناعة، لكنه لم ينجح. وفي أواخر الستينيات، نال رجل الأعمال المهندس جوزيف إنغليبيرجر براءة اختراع روبوط ديفول واستطاع تكييفه إلى روبوت صناعي وتشكيل شركة تدعى "Unimation" لإنتاج الروبوتات وتسويقها. ونتيجةً لجهود إنغليبيرجر ونجاحاته الكبيرة، فإنه يُعرف اليوم بـ "أبي الروبوتيات". كما حقق أكاديميون تقدماً كبيراً في مجال خلق روبوتات جديدة. ففي عام 1958، قاد تشارلس روزين، في معهد ستانفورد للبحوث، فريق بحث في تطوير روبوت يدعى " شاكي Shakey"، أي الرعّاد. وكان هذا روبوتاً أكثر تقدماً من اليونيمَيت الأصلي، الذي كان مصمّماً للتطبيقات الصناعية المتخصّصة. وكان بإمكانه التحرك على عجلته في أرجاء الغرفة، ويراقب المشهد بـ "عينيه" التلفزيونيتين، ويتنقل عبر أشياء غير عير مألوفة في محيطه، ويستجيب، إلى درجة معينة، للبيئة من حوله. وقد أُعطي هذا الاسم بسبب حركاته المتذبذبة ذات الأصوات الارتطامية.
عن / Standford
الروبوت عَبر التاريخ
نشر في: 19 ديسمبر, 2017: 12:01 ص