بعد خسارتنا الرباعية الموجعة أمام اليابان قبل سنتين، حرصت في صباح اليوم التالي على التجوال في شوارع مدينة يوكوهاما، حيث أجريت المباراة، وذلك بحثاً عن الصحف اليابانية.. وكانت مهمّة مترجم الوفد العراقي أن يترجم لي العناوين الرئيسة لما كتبته الصحف.. وقد فوجئت بحجم التغطية للحدث.
الحدث بالنسبة لليابانيين هو الفوز على أسود الرافدين بأربعة أهداف نظيفة، ودُهشت لغلاف أعدٌّه نادراً من حيث حجمه.. فإحدى الصحف وضعت صورة كبيرة على كل مساحة الصفحتين الأولى والأخيرة، أي بقياس ( 70سم x 50 سم ) وتحدّثتْ عن (العمق الدفاعي العراقي الذي تحوّل إلى ممّر فسيح ومفتوح أمام رفاق هوندا)!
مضمون الغلاف: تاكاشي أوسامي يشقّ طريقه من العمق وسط أربعة لاعبين هم ريبين سولاقا وهمام طارق وسلام شاكر وسعد عبد الأمير.. وقد تكرر المشهد كثيراً في تلك المباراة.. ليكرّس ظاهرة باتت مزمنة وهي غياب الاستقرار التام عن هذا العمق لكثرة هفواته التي كان بعضها قاتلاً والشواهد كثيرة.. فمن الأسماء التي اتذكرها الآن والتي شاركت خلال السنوات الثلاث الأخيرة في تشكيل (هذا العمق) سلام شاكر، أحمد إبراهيم ، مصطفى ناظم، علي بهجت، علي حسين رحيمة، سعد ناطق، ريبين سولاقا، كرار محمد، علي فائز وسامال سعيد عند اللزوم.. وعذراً إن كنت نسيت إسماً أو أسماء أخرى!!
هذه حكاية الغلاف النادر.. وقد كنت أتمنى أن يحظى عمقنا الدفاعي، في يوم قريب ، بالاستقرار ولو في حدوده الدنيا!
لكن مباراتنا أمس الأول أمام الإمارات، أظهرت مدى سهولة المرور إلى مرمانا في أية لحظة، وقد لـُدغ جلال حسن مرة أخرى من الثغرة نفسها، فنال الإماراتيون فوزاً (تجريبياً)، بينما كان منتخبنا الأفضل، والأكثر إدارة للهجمات، ولم يعثر على ثغرة واحدة لدى الأشقاء على غرار ما وجدوه لدينا!
المباراة بشكلها العام فرصة ممتازة للمدرب باسم قاسم كي يجمع شتات فريق لا يجتمع إلا في المناسبات المتباعدة، ولا يجد فسحة لخوض كثير من المباريات في ظل تأخر انطلاق الموسم.. تماماً مثل كل مرة!
وفي يقيني إن عدم استقرار منتخبنا على تشكيلة في مبارياته المتباعدة، لن يكون عائقاً من دون الحصول على منجز أو موقع متقدّم في الدورة الخليجية.. فالأهم عندي أن باسم قاسم لا يدافع معظم الوقت خلافاً لما هو حال معظم مدربينا.. لقد رأينا شوطاً ثانياً هجومياً عراقياً خالصاً بعدما اكتسب الرجل شجاعة اللعب الهجومي حين ثبّت قدميه مع المنتخب.. ولا أرى في الخسارة التجريبية عيباً شريطة أن تكون مجالاً للإدلال على الخطأ بقصد تفاديه في مرة مقبلة.
فقط.. فتّشوا لنا عن علاج لثغرة العمق، وعندها سيكون كل شيء على ما يرام، وفق ما أرى.. أو أتمنى!
الثغرة.. عالجوا الثغرة!!
نشر في: 18 ديسمبر, 2017: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/Almada-logo.png)