TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نصف الحقيقة : حذارِ السياسي يا رياضي!

نصف الحقيقة : حذارِ السياسي يا رياضي!

نشر في: 25 فبراير, 2018: 12:00 ص

 عمار ساطع

يُلمّعُ سياسيون عندنا في العراق، في صورتهم قبل كل فترة تسبق الانتخابات النيابية، فترى بعضهم يلجأ لِنيلِ رضا المصوّتين، ويدغدغ آخرون مشاعر الجماهير باللجوء لغطاء الدين ليضربوا ضربتهم بنيل المزيد من الأصوات، ويروّج البعض لقوائمه بوضع صورة لأحد النجوم، ويقوم طرف رابع بالتوجه الى الرياضيين ليحصلوا على وجاهة وواجهة تمكنهم من الوصول الى مبتغاهم الخطير! أطراف سياسية عدّة من كُتَلٍ وأحزاب، تدعي بالرياضة والرياضيين لينالوا اهتمام المهتمين والمحبين في جانب مهم من جوانب الحياة، فالرياضة عند العراقيين تنام وتصحو معهم، بل إن الرياضة تُعدُ أبرز وسائل الارتباط الحقيقي والدعم الاجتماعي، مهما اختلفت الآراء تزداد أواصر الترابط فيها! اذكياء ساستنا، فهموا اللعبة الأقصر مسافة بينهم وبين الجماهير والأخطر على واقع البلد، فتجدهم يستقبلون رموزاً في مكاتبهم ويلتقطون الصور معهم ويذيعون تصريحاتهم التي أمتلأت بها وسائل التواصل والسوشيال ميديا وقنوات اكثرت في متابعة مثل هكذا ظاهرة، أبدع في إخراجها من هم يتمنون نيل إعجاب المحبين والمولعين بحب الرياضة والرياضيين! تخيلوا أن شخصيات برزت في عقود ماضية وأسماء لمعت في دُنيا الرياضة واعلام حققت الكثير للعراق في ملاعب المعمورة، قَبِلت على نفسها أن تدخل معترك السياسة حباً بالرياضة، وهي لا تدرك تماماً أنها أصبحت واجهة لمن دمر الرياضة وحطم مستقبلها بطريقة أو بأخرى! نعم.. سياسيون وهم كُثر اذاقوا الويل لرياضتنا طيلة 14 عاماً، ولعبوا بمشاعر الرياضة العراقية بأساليب ملتوية، همهم الأول كان مصلحتهم ووجاهتهم ومنافعهم على حساب الرياضة العراقية، التي لم ترَ حتى ابسط حقوقها من قوانين معطّلة وأنظمة لم تنفذ وبنود بقيت حبراً على ورق، وأبسطها الانتخابات والعائديات وتبعات الأندية والاولمبية والى غير ذلك! أجل أيها الإخوة أنهم السياسيون الذين يعودون بثوب البراءة والحس العالي باتجاه أهم الواجهات التي تشغل اكبر شرائح المجتمع.. فعلاً أنهم السياسيون الذين يلهثون اليوم خلف لاعبين سابقين وعدد من الذين ترددت اسماؤهم على ألسن الجماهير والمشجعين.. سياسيون من رؤساء أحزاب وتجمعات يتخفّون خلف ستائر عنوانها الكذب والافتراء والضحك على ذقون رياضيين أفذاذ من الذين اسعدوا الشعب في المحافل، وتأريخ الساسة لا يصل الى عُشر مما قدمته تلك الأسماء، دون أن أوردها هنا أو اطرحها عليكم، لأن من غير الانصاف أن أُقرن بين ساسة يكذبون ورياضيين باتوا ركناً من أركان رياضة الوطن! حقاً من الغبن أن يكون الرياضي أداة أو وسيلة تُنجِح مرشحين للعملية الانتخابات اللعينة، التي أساسها ترويج فضفاض ووعود ليس فيها أية نهاية سليمة ودقيقة تؤكد لنا أنها ستنتهي لِتُنعش البلد وتصل بنا الى ما وصلت إليه دول تقدمت وتفوقت واجتازت محطات عدّة! هنا أيها الإخوة.. اتحدى كائناَ من كان، أن يهتم بالرياضة وينقذها من مأزقها أو الورطة التي تعيشها في بلدنا، فلا أمان لهؤلاء الساسة من الذين كذبوا على أنفسهم قبل غيرهم، فلماذا نُصدقهم مرة رابعة.. صدقوني أيها الرياضيون لا تشوّهوا صورتكم مع من كذب، ولا تجعلوا أنفسكم في ورطة أنتم في غنى عنها، فوالله إن الرياضة لن تكون بخير مادامت المحاصصة موجودة ومادامت هناك أطرافا تهدّم وتدّعي البناء! نعم اتحدى كل الساسة، أن يجعلوا رياضياً واحداً من الذين كسبوهم في الترتيب الثاني من رأس تسلسل اسماء قوائمهم الترشيحية للانتخابات البرلمانية.. فلا رياضة أمينة مع من ادّعى كذباً مع روائع الرياضيين وروّادها وأبطالها!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram