خلعت أزمة اللجنة الأولمبية الوطنية الراهنة الأقنعة عن بعض منتهزي الفرص ممن لا تفوتهم مثل هذه المناسبات لترقص كلماتهم على طبول التملّق بصورة لا تدعونا للأسف عليهم أبداً طالما أبتعدوا عن الموضوعية وتناول الحقيقة كما ينبغي، فتحليلهم على أن أزمة الأولمبية نتاج محاربة شخوص فاعلين فيها وتوجيه اتهامات الفساد ضدهم بهدف إضعاف ثقة الرياضيين بهم، تحليل يدلل على غايات خاصة؟ فالأزمة هي واقع حال مستمر من دون توقف منذ عام 2009 حتى الآن، مشكلة القانون الغائب بفعل فاعل ووثيقة إصلاح غير مستكملة بين الحكومة واللجنة الأولمبية أهملت ما بعد استتباب ظروف الرياضة عقب تسوية تبعات القرار الحكومي 184 في 20 أيار 2008، لهذا فإن قادة الأولمبية الوطنية هم من يتحمّلون دخولها في نفق اللاشرعية وليس غيرهم، وإلا لماذا أنشغلوا بتصفية حسابات المواقع وأهملوا تحذير الأولمبية الدولية الصادر قبل أشهر عدّة من عواقب وخيمة في حال لم يجروا انتخاباتها قبل منتصف آذار المقبل؟
ثم كيف يجرؤ المتملقون على تسطيح الأزمة أرضاء لمتقاعسين أفاقوا من رقودهم لسنين طويلة على وقع قرار صادم من المحكمة الاتحادية العليا لم تجد أن أسس الأولمبية التي يتباكون عليها تستند إلى الدستور، مطالبة بإنشاء كيان جديد لها يتناسب مع متغيّرات النظام الديمقراطي ببلدنا ما بعد 2003 ويتماشى مع الميثاق الدولي؟ بخلاف هذه الحقيقة المؤيدة من القضاء العراقي تبقى تبريرات المتلوّنين تدينهم بشخصنة الأزمة لا الحرص على إيجاد مخرج للمحنة!
ما معنى أن يشتكي حكم دولي يُعد من أهم العاملين في التحكيم المحلي والعربي والقاري والدولي في الوقت الحاضر من استمرار مواجهة الحكام نيران المهزومين في منافسات دوري الكرة الممتاز؟ ألا يهزّ تصريح مهند قاسم أركان الاتحاد ولجانه (الحكام والانضباط والمسابقات) في اجتماع طارىء يحدد سُبل إنقاذ قضاة الملاعب من انتقادات الفاشلين ممن لم يتمكنوا تأكيد جدارتهم في الملعب ويعوّضوا ذلك بمهاجمة الحكام والتشكيك بنزاهتهم وتعريضهم الى مخاطر جمّة ليس أقلها تحريض الجمهور ضدهم؟!
نطالب طارق أحمد رئيس لجنة الحكام "المنتخب مجدّداً" بالتنسيق مع الاتحاد لاتخاذ إجراءات احترازية تحفظ هيبة الحكم وتبعد عنه الأذى النفسي، وإلا فإن أي تقصير تجاه ذلك يُحسب على طارق كونه وعدَ بمواصلة الدفاع عن أسرة التحكيم والارتقاء بمستوياتهم، فكيف يؤدي الحكم ما نطمح اليه إذا كان أمنه مهدداً وذمته مطعونة؟!
أكد الاتحاد الأردني لكرة القدم تطوّره وتسارعه للحاق الاتحادات العربية والقارية المحترفة إدارياً وفنياً وقانونياً من خلال تبنّيه أنشطة عدّة أضافت لموظفيه الخبرات الكبيرة رغبة في أثبات المقدرة على تحدّي المصاعب التي تحيط بتضييف البطولات الآسيوية كالتي تترقبها القارة في العاصمة عمّان بإقامة بطولة كأس آسيا للسيدات للفترة ما بين 6-20 نيسان المقبل، والتي أعلن الاتحاد الآسيوي قبل أيام عن بدء عملية تسجيل الإعلاميين في موقعه لغرض اعتمادهم، هذه الإرادة الأردنية لم تأتِ من فراغ، بل وراءها شخصيات محصّنة علمياً، وحريصة على النجاح، وآمنت بخدمة اللعبة تطوّعاً وليس طمعاً بمنافع أو مزايا.
متى تشعر بعض الاتحادات العربية بدورها في تعزيز رياضات أوطانها وتكسر قيود الانغلاق وراء أبواب المسابقات المحلية، منطلقة نحو إقامة البطولات العربية والقارية على أراضيها واستثمار لجان عدة أبرزها الإعلام والتسويق وتحشيد طاقات آلاف الشباب والشابات لها؟