TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > استثمار انتخابي!

استثمار انتخابي!

نشر في: 25 فبراير, 2018: 06:38 م

قرأت واستمعت وإلتقيت بعدد من الرياضيين الطموحين بدخول العملية السياسية من بوابة الرياضة ولا أبالغ إن أدعيت بأن أرقامهم كبيرة لهذه الدورة الخاصة بمجلس النواب.
بطبيعة الحال وحكم انتشار وجماهيرية الألعاب الرياضة بصورة عامة فإنهم يمنّون النفس بقوة شعبية داعمة لهم ولقوائمهم الانتخابية، وهو حق مشروع يكفله الدستور والقوانين السارية ولهم وجهات نظر مازجت مجتمع الرياضة بالخدمة العامة يزيّن كل ذلك الإطار المواقع التي يشغلونها حالياً في المجالين الفني والإداري.
الأمر الطبيعي الآخر أن يروّج لهم الاصدقاء والمعارف وزملاء المهنة لأسباب منها المعرفة الشخصية وحبّ الرياضة أو محاولة الانتفاع بعد الفوز، ولكن ما هو غير طبيعي أن يسبق الحملات هؤلاء في الترويج الكلاسيكي القديم البائس ويباشروا نشر البيانات والمقالات واللقاءات المتلفزة على مواقع التواصل الاجتماعي وما هو غير مقبول بالمرة أن يصوّر أحدهم - المقرّب من مسؤول رياضي يستعد لخوض الانتخابات - أن الظروف المؤسساتية مثالية الى أبعد الحدود وتعيش موسمها السعيد بلا مشاكل وأزمات، وكذلك هو حال الرياضة التي يصفها بأنها تنتعش بقوة وتضرب عمق التيار المضاد لتصل الى بداية القمة متجاوزة حواجز التقشّف وانعدام الاستثمار لتمويل نفسها!
الحقيقة إن التفسير الوحيد لمثل هؤلاء وبعد نقاش طويل مع أهل الشأن والاختصاص هو الاستخفاف بالعقل البشري الى حدود رسم الصور المزيّفة البائسة جداً خاصة ونحن نرى حالات الانقسام والتضاد والارباك الذي يسود عمل المؤسسات الرياضية بجميع المسمّيات وصولاً الى الأندية التي نعدها خلايا التماس الأولى بالموهبة الرياضية، فلا هذه الاندية تعيش يومها السعيد كما يسلف صاحب الوصف ولا الاتحادات الرياضية التي لا تخلو من مشاكل كبيرة متعدّدة الأوجه وصولاً الى اللجنة الأولمبية التي تكاد أن تفقد هويتها وتفسيرها القانوني في عتمة الاتهامات بعدم شرعيتها ككيان قائم، هذه ببساطة الصورة المنظورة وإن حاول الشخص المعني ومعه بعض المطبّلين أن يزيّنوا لنا واجهة البيت المصبوغ بالابيض والأخضر، فيما تتعفّن جدرانه من هول فساد مادة البناء فيه.
قد يعتبر البعض بأننا نتصيّد للناس كلماتهم أو نمارس دور الرقيب على ما ينشر، الحقيقة هي بالتأكيد غير ذلك، وإننا ببساطة نرفض الاستخفاف بالعقل والمشهد الى هذه الحدود المتدنية من التشويش وانعدام البصر والبصيرة، فالمؤسسات الرياضية بالكثير من رموزها المرشّحة لانتخابات اليوم لم تصلح ذاتها وتسير بعملها الى ما يسرّ الجمهور، فكيف لها أن تعتلي ماهو أكبر من ذلك؟ فرئيس النادي الذي أخفق في إيجاد منفذ وحيد للاستثمار والتمويل وتسيير عجلة ناديه المهدد بالألغاء لا يمكنه فعل أي شيء مع مؤسسة أكبر مهما أرتفع شأنها، والشخصية الأولمبية والاتحادية التي استثمرت موقعها الرياضي لولوج عالم السياسة فشلت في كسر عقدة الروتين والانفتاح على العالم في تطوير منظومتها الرياضية!!
قد يقاطعنا الكثير بالأمثلة والأدلة العقلية والنقلية على نجاح شخصيات رياضية عالمية، وصلوا الى أرفع المناصب السياسية، والحقيقة أنه لا خلاف على ذلك لأن نجاحهم في منظومتهم الرياضية مهّد لهم الطريق الى ما هو أكبر وليس العكس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram