TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلاكيت: 3 دقائق 3 أيام

كلاكيت: 3 دقائق 3 أيام

نشر في: 7 مارس, 2018: 06:59 م

أين نحن من ثقافة المهرجانات؟! فمهرجانات عديدة تقدم سنوياً عن السينما، عددها لايتناسب مع حجم المنتج السينمائي العراقي، لاتراعي الحد الادنى من الضوابط التي تحكم المهرجانات العالمية .. ويتم التعامل معها من قبل صناع هذه المهرجانات باستخفاف ولا أبالية.. فالعملية بالنسبة لهم ليست أكثر من تمويل مادي يغطي التكاليف التي يتطلبها هذا المهرجان أو ذاك، وما أن تقام دورته الاولى حتى يتم نسيانه أو قل حين ينضب معين التمويل هذا ويكون مصير الدورات اللاحقة النسيان.
مهرجان (3 دقائق 3 ايام) استثنى هذه السياقات المعرقلة التي اعتادت عليها أغلب مهرجاناتنا، فحقق حضوراً لافتاً بين الجمهور وعشاق السينما بشكل خاص، ابتداء من الخطوات الاولى لتنظيمه والتي راعت كل التفاصيل، وليس انتهاء بعروضه التي تضمنت أفلاماً قصيرة ذات قيمة فنية جيدة.
فعنوان المهرجان يشي بحجم التحدي الذي اختاره القائمون عليه، والذي يشترط أموراً فنية وطريقة عمل معينة.. فقد إختار المهرجان الأفلام القصيرة رغم أن أكثر مهرجاناتنا تعتمد هذه الأفلام بسبب طبيعة انتاج الافلام عندنا، لكن المهرجان اشترط أن تكون ب(ثلاث دقائق) وهي بذلك فرضت على صناع هذه الأفلام أن تأخذ أفلامهم ميزة الابتكار بل والتجريبية، فضلاً عن استيعاب أكبر عدد من الأفلام التي ستشارك في المهرجان.. مع اعتماد آلية مبتكرة في التنظيم وهو ما انفرد بها هذا المهرجان، حيث 3 أيام للعروض واختيار شهر مارس/آذار كموعد لإقامة المهرجان. وهي امور على شكليتها إلا أنها تأخذ صفة التفرد والجدة.
نجاح هذا المهرجان الذي اقامته مؤسسة فنية يقف رجل اكاديمي واستاذ للسينما في كلية الفنون على رأسها، تجلى بالاقبال المتزايد للجمهور واهتمام وسائل الإعلام به، ومن دون دعم حكومي بل بجهود شباب محب للسينما، وهذا قمة التحدي فيما صنعه هؤلاء الشباب.
هل أتطرف في مديحي لأدعو صناع المهرجانات السينمائية المحلية للاقتداء بما فعله شباب هذا المهرجان، ولكن للأسف فإن أغلب صنّاع هذه المهرجانات السينمائية لايعون أهمية المهرجان وجدواه مثلما لايضعون الخطط العلمية والعملية لديمومتها ، فاستحداث المهرجانات هو ولادة فكرة جديدة من شأنها إغناء الحراك السينمائي.. خاصة وإن السينما العراقية تعاني ومازالت من عدم الاهتمام والتهميش من قبل المؤسسة الثقافية. فالمهرجانات التي أصبحت تقام في كل محافظة في العراق، لم تضف الى المشهد السينمائي ما يمكن أن يفعله وينهض به.. بسبب ضعف المشاركة وأهمية الأسماء التي تحضر او تساهم في فعالياتها. ولعل السبب في ذلك أننا لم نتوفر على تقاليد حقيقية لإقامة هذه المهرجانات ، كما لانمتلك الخبرة اللازمة لإقامتها . فأمام هذا الفشل الذي يصاحب هذه المهرجانات السينمائية نقترح إعادة النظر بإقامتها ، وتقديم ورقة عمل يضعها المتخصصون وتوحيد الجهود من أجل إقامة مهرجان سينمائي واحد على الأقل على أن يكون مستوفياً للشروط المتعارف عليها للمهرجانات السينمائية، ولابأس من عدة مهرجانات متخصصة .. وسيكون كل ذلك مشروطاً بزيادة الانتاج السينمائي العراقي - وهذا ما يحتاج وقفة أخرى.
أن نعثر على مهرجان محلي واحد أو اثنين، يجعلنا نتفاءل في إقامة مهرجان سينمائي محترم.. والأمل في هذا المهرجان الذي نتمنى أن يعزز مسيرته ونجاحه من أجل دعم السينما العراقية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram