TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: الإرهاب يدنو من الأبواب مُجدَّداً..!

شناشيل: الإرهاب يدنو من الأبواب مُجدَّداً..!

نشر في: 10 مارس, 2018: 08:18 م

adnan.h@almadapaper.net

 

ذهبت السَّكرة، لكن الفكرة لم تجئْ بعد .. والخوف ألّا تأتي أبداً، أو أن تأتي متأخرة جداً، فيعود العراقيون ليدفعوا ثمناً باهضاً ما عادوا يقوون عليه أبداً.
السّكرة هي سكرة النصر على داعش الذي يتبيّن الآن أنه لم يكن مؤزراً تماماً وليس مُكتملاً. داعش وسواه من التنظيمات الإرهابية تنبثق الآن من تحت الأرض وتستعيد نشاطها عند أطراف كركوك وفي مناطق جبال حمرين وعند الحدود مع سوريا، ولن يفاجِئنا ظهورها في مناطق أخرى حتى عند الحدود مع العاصمة بغداد التي ستظلّ هدفاً مفضّلاً للخلايا الإرهابية النائمة، مستغلة نوم بعض الأجهزة الأمنية المترتّب على فساد بعض عناصرها.
أمّا الفكرة التي لم تأتِ بعدُ، فهي فكرة تحصين الجبهة الداخلية وترسيخها بوحدة وطنية رصينة، فمذ بيان النصر الذي أعلنه رئيس الوزراء القائد العام في القوات المسلحة في كانون الأول الماضي، بل قبله، انصرف الرجل إلى معاقبة إقليم كردستان وشعبه عن استفتاء تقرير المصير في أيلول الماضي، الذي لم يكن مناسباً في توقيته، فيما ظلّ الفاسدون الذين زلزلوا كيان الدولة وزعزعزوا بنية المجتمع يعملون بكامل الحرية والاطمئنان. كما ركّز جهوده علىّ تأمين ولايته الثانية بتشكيل قائمة انتخابية لم تختلف في شكلها ومضمونها عن القوائم المتشكّلة منذ بدء العملية السياسية التحاصصية منتهية الصلاحية، بخلاف وعوده المتكرّرة، وهي القوائم التي تعلو فيها الاعتبارات المذهبية والحزبية على الاعتبارات الوطنية، ولم تُراعَ فيها التعهدات بالإصلاح السياسي والإداري ومكافحة الفساد.
وتُستكمل الآن حلقة الفكرة التي لم تجئْ بعدُ بإجراءات هيئة المساءلة والعدالة الأخيرة التي تتجاوز أركان النظام السابق الذين كان يتعيّن حصر الإجراءات العقابية المستندة إلى القانون بهم ، لتشمل عدداً مبالغاً فيه من الاشخاص الذين يتبيّن أن عدداً غير قليل منهم ما كان في الأساس يتوجب أن تطولهم المساءلة والعدالة بصيغتها الحالية المُنتَقصة فيها العدالة.
داعش يستأنف نشاطاته الآن، ومعه تنظيمات إرهابيّة أخرى، وثمة بيئة مناسبة له في غياب الوحدة الوطنية الرصينة المستندة إلى قاعدة العدالة الاجتماعيّة والمساواة بين الناس، أفراداً وجماعات. من الخطر الاستهانة بخطر بقاء منظمات الإرهاب على قيد الحياة، ومن الخطر الإبقاء على العوامل السياسية والاجتماعية التي ساعدت قبل أربع سنوات على اجتياح داعش ثلث مساحة البلاد. الأمر يتطلب مقاربات أخرى غير المقاربات القائمة الآن.. بخلافه فإننا سنصحو ذات يوم لنجد أنّ الإرهاب يقف على الأبواب، حتى في بغداد!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram