اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: نازك الملائكة وصولة الناصريّة

العمود الثامن: نازك الملائكة وصولة الناصريّة

نشر في: 11 مارس, 2018: 08:05 م

عندما قرأتُ الخبر الذي يقول إن إحدى الجامعات المصرية احتفلت بالشاعرة العراقية الكبيرة نازك الملائكة من خلال عرض مسرحي بعنوان " نجمة بغداد "، كان هناك خبرآخر يؤكد إنّ معهد العالم العربي في باريس احتفل بشيخ الخطّاطين العراقيين، عبد الغني العاني، وكان يتقدّم المحتفلين وزير الثقافة الفرنسية السابق جاك لانغ،. قلتُ لأحد الزملاء لا يقدِّر الكبارَ سوى الكبار.
عاشت نازك الملائكة وماتت وهي تنتمي إلى فكر وثقافة مضادة لاثنين، التخلّف ودعاة الطائفيّة. ودعاة التخلف والطائفية، هم اليوم من يقف وراء حالة الجحود التي نعيشها إزاء رموز العراق.
ومثلما تمرّ كل عام ذكرى رحيل جواد علي وعلي الوردي والجواهري وفائق حسن بصمت، مرّت أيضا مئويّة هاشم الخطاط، وسط صمت رسمي وثقافي،لأننا منشغلون بحملة جديدة لتحرير مدينة الناصرية من " الكفار " فقد بشّرتنا المحافظة أن القوات الأمنية في قضاء الغراف التابع لمحافظة الناصرية تلاحق أربعة ملحدين في القضاء، وأن القوات تمكنت من اعتقال أحدهم. مبارك، وماذا عن تجار المخدرات؟ وماذا فعلتم ياسادة لمن سرقوا أموال المحافظة التي تعاني من سوء الخدمات والبطالة. تخبرنا الإحصاءات الدولية أننا البلد الوحيد الذي يستورد 99 بالمئة من احتياجاته، والتجار هم أعضاء في البرلمان، والكثير منهم يعمل بالباطن لأحزاب السلطة.. هل تريدون أرقاماً أخرى، ٣٥٪‏ من العراقيين تحت خطّ، وبعد انتشار ٣٩ مرضاً ووباءً أبرزها الكوليرا وشلل الأطفال والكبد الفايروسي وارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية، وهل في الجعبة من مزيد في زمن عامر الكفيشي ورفاقه؟ نعم.. التقارير الدولية تقول إنّ الديون العراقية تجاوزت الـ 130 مليار دولار، في الوقت الذي حصل العراق من مبيعات النفط، منذ أن اعتلى أياد علاوي سدة الحكم عام 2004 وحتى هذه اللحظة أكثر من ترليون دولار عداً ونقداً.. ذهبت في جيوب الحجاج، مَن سمع مشعان الجبوري أمس وهو يقول إن الحكومة تبرعت برحابة صدر بفندق الميريديان ومعه بابل إلى أحد داعمي حزب الدعوة ليستثمرهما على مزاجه الخاص.
سيقول البعض يارجل، متى تتخلص حالة البطر هذه؟ تريد من حنان الفتلاوي وعتاب الدوري أن يتذكّرا نازك الملائكة، ومن عباس البياتي وصالح المطلك تقديم التحيّة للخطّاط عبد الغني العاني، وهم جميعا مهمومون بمعارك الكرسي وحرب الحصول على المقاولات، وإذا كانت بعض شعوب العالم تحتفل بمفكّريها وأدبائها الكبار، فهذا لأنّهم شعوب عاطفيّة أكثر من اللازم، ويملكون وقتاً فارغاً لا يعرفون ماذا يفعلون به!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram