متابعة/ المدى
غادرنا أول من أمس الفنان المسرحي الرائد طه سالم بعد معاناة مع المرض، وبرحيله فقدت الساحة الفنية أحد أهم مؤسسي المسرح العراقي ومعلماً فذاً لفن المسرح. لقد ترك الفنان طه إرثاً فنياً ومسرحياً ثراً استلهمته الأجيال بعده وسارت على خطاه..

و المرحوم الفنان الكبير طه سالم ترك أعمالاً خالدة في مشواره الفني الطويل، حيث بدأ مشواره المسرحي عام 1946 فكتب عدداً من المسرحيات ذات الطابع الشعبي منها (الطنطل) و(البقرة الحلوب)، ولعب أدواراً سينمائية ومن أشهر أفلامه (أبو هيلة) و(شايف خير).
وقال الفنان والسيناريست عبد الوهاب الدايني:
غادرنا طه بدون حتى وداع، أو حتى إلى اللقاء آه يا صديقي يازميلي منذ فرقة اتحاد الفنانين ولحد ثلاثة أيام مضت كنت تكلمني بلسان يصعب فهم بعض الكلمات لكنني كنت أفهم إنك تريد أن تقول أحبك وأنا أيضاً والله أحبك .وداعاً طه سالم وداعاً ايها السيد الذي ساهم في بناء المسرح العراقي إن على صعيد التأليف أو التمثيل أو حتى الإخراج أعزي عائلتك واصدقاءك وأعزي نفسي .ستبقى خالداً كلما ذكر المسرح العراقي
أما الاكاديمي د.صالح الصحن فقال: فجعت بخبر رحيلك أيها الانسان الانسان أيها الفنان الفنان .. ليلة أمس اتصلت بي وكعادتك في تواصل مستمر معي وطلبت مني أن أجيء الى قاعة حوار لنلتقي مثل كل مرة وقلت لك سأكون حاضراً إن ساعد الظرف حينها.. وعندها قلت لك سنحتفي بك قريباً مرة أخرى في الملتقى الاذاعي والتلفزيوني باتحاد الأدباء وأبلغت الأخ صباح السراج إن هذا الاسبوع سيكون مخصصاً للفنان الكبير الاستاذ طه سالم .. وقلت لك سأرسل لك سيارة تجلبك الى الاتحاد وتعيدك الى منزلك .. وقلت لك أيضاً سنتحدث مرة أخرى عن اشياء اخرى .. ونكثر من التصفيق لك حباً واعتزازاً واحتراماً كاتباً وممثلاً ومخرجاً ومعلماً قديراً وأباً ومربياً لأسرة فنية مبدعة معروفة ......ولكن قدر الله وحكمه الكريم كان هو الاقوى .. يا لرحيلك الصاعق في الروح .. الى رحمة الله الواسعة وجنات الخلد والنعيم والبقاء لله الواحد الأحد ...وعزاؤنا لاسمك المجيد الخالد المرصع بذهب العطاء الابداعي الكبير ولأسرتك الفاضلة .. يامن تركت الهيبة العالية والفخر المرموق الذي نعتز به في المشهد الثقافي والفني .
وشارك الفنان محمود ابو العباس بالقول: وداعاً أبا عادل .. وداعاً أيها الرجل يامثال التضحية في زمن كان المسرح فيه من الكبائر .. فقدم عائلة كاملة من المبدعين وداعاً ايها الصامت النقي .. وداعاً ايها المبدع الكاتب الذي اقتحم عوالم المسرح الحديث في العراق.. أيها المقلق.. أيها الأب الحنون . عمنا الذي تعلمنا منه الطيبة.. لاتفي الكلمات حقك ولكن هو الختام .. ولكنك مسكه دائماً .. طه سالم الكاتب المسرحي الذي علمنا .. الله معك ..
وقال الفنان التشكيلي فيصل لعيبي: عملاق عراقي يترجل ويسلم أوراقه لورثته من طلبته والسائرين على خطاه . وداعاً يا ملك كتاب الدراما العراقية .. طه سالم سلاماً
وقال الناقد مؤيد البصام: غادرنا علم من أعلام المسرح العراقي والعربي، ورائد من رواد المسرح الطليعي في العراق ، وأول من كتب في اللامعقول ، عرفت الفنان الكاتب والممثل والمخرج طه سالم في ستينيات القرن الماضي مع صديقنا الكاتب المسرحي الراحل صبحي الطائي، وعندما اطلعنا على آخر كتاباته قررنا أن ننتج له مسرحية فوانيس مع فرقة المسرح الفني الحديث وإخراج عملاق المسرح العراقي المرحوم إبراهيم جلال، ومنذ ذلك الوقت ارتبطنا بصداقة الى أيامه الاخيرة التي كنا نلتقي باستمرار اما أزوره في بيته أو في قاعة حوار عندما كان ابنه البار سالم يجلبه على العربة لقاعة حوار، طه سالم عبقرية فذة فهو يمتلك رؤية نقدية ثاقبة للفن والمسرح بالخصوص، وذاكرة مبهرة لمن جالس يستمع له، لم يترك لنا إرثه في الكتابة وحسب بل ترك لنا ابنائه حملة شعلة الفن في الحركة الثقافية العراقية والعربية. في الوقت الذي نعزي فيه أنفسنا بغيابه وهو الحاضر بيننا.