TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: مأزق بوتين وروسيا

شناشيل: مأزق بوتين وروسيا

نشر في: 28 مارس, 2018: 07:37 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

لم يهنأ الروسي فلاديمير بوتين طويلاً بفوزه الكاسح المُتوقّع في انتخابات الرئاسة التي جرت في الثامن عشر من الشهر الحالي، فبلدان الاتحاد الأوروبي جميعها تقريباً ودول أخرى خارجه، كانت له بالمرصاد في أقسى عقوبة تواجهها روسيا في حقبة ما بعد الاتحاد السوفييتي.
بوتين حصل على ما يزيد على 75 في المئة من أصوات المُقترعين في بلاده، وهي نسبة فائقة لكنّها متوقعة تماماً، فالرئيس الروسي أعدّ عدّته وصمّم كلّ شيء ليحقّق هذه النتيجة ويصير القيصر الجديد، بيد أنّ قضية تسميم الجاسوس الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته بمواد كيمياوية مُحرّمة في أحد المراكز التجارية بجنوب بريطانيا في محاولة لاغتيالهما، قد فتحت أبواب الجحيم على بوتين.
إلى بريطانيا انضمّت نحو عشرين دولة أوروبية، فضلاً عن الولايات المتحدة وكندا واستراليا في فرض عقوبات مختلفة على روسيا.
من الواضح أن هذه العقوبات، بنوعيّتها وحجمها، تتجاوز قضية التسميم على خطورتها البالغة.. إنها تطول دور روسيا الجديد في العالم، وهو دور لا يتصادم مع مصالح الدول الغربيّة وحدها، وإنما يناهض أيضاً مصالح شعوب عدّة، وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط، فروسيا في عهدها الجديد، بخلاف الدور التقليدي للاتحاد السوفييتي السابق، أخذت تضغط بكلّ قوة لدعم الأنظمة الدكتاتورية المنبوذة، كنظام القذافي ونظام بشار الأسد ونظام علي عبد الله صالح، وقبلها نظام صدام حسين. وعلى سبيل المثال فإن دور كلّ من إيران وتركيا غير المرضيّ عنه محلياً وإقليمياً ودولياً، ما كان له أن يتجاوز قواعد السلوك الدولي المتعارف عليها لولا الدعم المُقدّم من موسكو إلى كلّ من طهران وأنقرة.
لابدّ أنّ بوتين يتعكّز في السياسة الدولية التي ينتهجها على ذريعة أنها تحقّق المصالح الاقتصادية والسياسية لبلاده ، لكنْ من الثابت الآن أنّ التعويل على الأنظمة المنبوذة من شعوبها لم تعد تُحقّق أيّ مصلحة وطنية لروسيا أو غيرها على المدى البعيد، فأعمار هذه الأنظمة مهما طالت منقضية على النحو الذي انتهى به عمر نظام صدام وعمر نظام القذافي وسواهما.
يحتاج الرئيس بوتين، ومعه روسيا إلى مقاربات جديدة في ميدان السياسة الخارجية لإنقاذ نفسه وبلاده من المأزق الذي يواجهانه الآن، تستند إلى جملة المصالح الوطنية ومصالح الشعوب الأخرى، وليس الى الطموحات الإمبريالية التي يبدو بوتين والمحيطون به ساعين للركون إليها والتصرّف على أساسها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram