TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ياعزيزي كُلّنا لصوص

العمود الثامن: ياعزيزي كُلّنا لصوص

نشر في: 28 مارس, 2018: 08:44 م

 علي حسين

لا يمكن إحصاء عدد الأفلام التي أُعدّت عن روايات إحسان عبد القدوس. فما أن كتب أولى قصصه "صانع الحب" عام 1948 ، وحتى آخر قصة له تنتجها السينما بعنوان " ياعزيزي كُلّنا لصوص " كانت السينما له بالمرصاد ، وقصته الاخيرة كان قد نشرها في البداية ، تحقيق صحفي عن مسؤولين استغلّوا مناصبهم في نهب ثروات البلاد .
ما الذي ذكّرني بصاحب رواية " أنا حائرة " الذي يعتبره البعض كاتباً يشجع على الرذيلة ، ويخالف خطب عامر الكفيشي عن الفضيلة .. سأقول لكم ، تذكرته وأنا أستمع للسيد عمار الحكيم رئيس التحالف الوطني يشكو ضيق الحال ، وغياب المال ، ويستعرض لنا حالة الفقر التي يمرّ بها والتي دفعته لأن يقترض مبلغاً من المال !
غريبة أخبار هذه البلاد، بينما يتصدّر خبر الظهور المفاجئ لرئيس كوريا الشمالية في الصين ، ينزوي خبر إعجاب النائبة حنان الفتلاوي بالرقم " 7" ، في ركن مهمل، فيما نشاهد في الفضائيات مسؤولين من عيّنة بهاء الأعرجي مصرّين على أنّ البطاطس هي الطعام المفضل لدى العراقيين ولابد من توزيعه عليهم قبل الانتخابات لكسب الأصوات ، ولتحقيق شعار " زاد وملح " . ونقرأ أنّ هناك حملة لاستخدام مادة " السبّيس " للوصول إلى قلوب الناخبين . وغداً سنكتب في كتب التاريخ بعد أن ينهبوا البلد ، أننا كنا نحلم بوطن لايباع في مزادات الانتخابات . ولكن ماذا نفعل؟ البقاء للصوص .
يا سادة " بطاطس وسبّيس ، هذا أقصى ما يتمناه السياسيّون للشعب ، وأقصى ما نُفرح به المواطن الذي ظلّ ساهراً ليعرف ما علاقة الرقم سبعة بحركة إرادة .
يكره مسؤولونا الأرقام إلّا أرقام التأييد، وحسابات البنوك والسيطرة على المشاريع والمقاولات.. وكلّ أرقام أخرى مرفوضة ومكروهة، لأنها جزء من المؤامرة الدولية على التجربة الديمقراطية في العراق! أرقام الأموال المنهوبة، حقد إمبريالي .. أرقام الفقر والمهجرين والكفاءات التي شردت، مجرد أوهام يسعى لنشرها الإعلام المغرض.. أرقام علينا ألا نقترب منها، مثل أرقام الاموال المسروقة ، فلا أحد يجرؤ على أن يسأل من أين تحصل الاحزاب على أموال تفتح بها فروعاً في كل المحافظات ، وتقيم المهرجانات والليالي الملاح .
إنه ضحك كالبكاء ، قالها المتنبي وهو يردّ على تخاريف الحكام ، إذا لم تقرأ خبر بطاطا بهاء الأعرجي ، فلا تلومنَّ إلا نفسك. لن تضحك . اسمع مني وبكل صدق أقول، اقرأ هذا الخبر وترحّم على أبي الطيّب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram