عمار ساطع
ويبقى مثل هكذا تساؤل يطرح نفسه، اليوم قبل أي وقت مضى: إلى أين تتجه رياضتنا؟
ففي ظل ظروف غامضة كالتي تمر بها رياضتنا من منعرج خطير ربما يصل الى الانهيار الحتمي، فإننا قد نصل الى أن ندق المسمار الأخير فيما تبقّى من واقع مؤلم ونتاجات سلبية لمشاريع وبرامج لم تُنفذ لتنقذ ما يمكن أن تنقذه من رياضتنا العليلة بكل شيء!
لن أكون أكثر المتشائمين، ولا أقل المتفائلين، لكن الحقيقة تطرح نفسها وبقوة.. رياضتنا أضحت اليوم في أسوء فتراتها، بسبب افتقارها للرؤى الواضحة وغياب المنهجية السليمة وتخبطات إدارييها وصراعات مسؤوليها ووجود من تَغلبُ مصالحهم الشخصية على مصلحة رياضة الوطن!
اجل.. كل ذلك من شأنه يوقف المسيرة ويعطّل النتائج ويبعث في نفوس من هم يتحكمون بزمام الأمور باتجاه رفض التغيير وابعاد الإصلاحات عن واحدة من أهم قطاعات المجتمع، لا وهي الرياضة التي تضطرب فيها الأحوال، كأجواء البلاد وأخبارها بتصريحاتها وأوضاعها، كاختلافات المبادئ التي تؤشّر صوب أمر في غاية الحرج الذي قد يضع رياضتنا في مهبّ الريح!
واقع مرير حقاً أن يصل بنا الحال الى أن يذهب بعض من نجومنا الأفذاذ السابقين من أبطال وروّاد مثّلوا العراق في المحافل الدولية بمختلف الألعاب، الى تنظيم تجمعٍ يضمُ رياضيي النخبة لتكون لجنة مؤقتة تدير الرياضة العراقية في المرحلة اللاحقة، على أمل أن تؤسس تلك المجموعة لنواة رياضة عراقية على خلفية ما تتعرض له اللجنة الأولمبية من ضغوطات وقرارات تؤثر بشكل مباشرة في هويتها، عقب قرارات نالت ما نالته من هكذا كيان يُعنى برياضة العراق الأولمبية وغير الأولمبية!
ومن هنا، فإنني أشد على أيدي كل من يبذل جهداً ويسخّره من اجل التعبير عن رأيه في مد يد العون لإنقاذ رياضتنا من وضعها المؤلم، بغض النظر عن الأسماء التي تريد أن تأتي الى الواجهة أو تلك التي تعمل كـ (الجندي المجهول) يحركه ذاته وانتماؤه، لا أي شيء آخر، فقط يريد أن نهض برياضتنا من انتكاستها التي يجب لا تستمر الى هذا الحد، الذي يتعلق بالقوانين والأنظمة والشرعية والى غير ذلك!
أيها الأخوة، إن ما يشعرُ به العديد من الرياضيين، هو محزنُ للغاية، بل ومؤسفٌ لمن يعرف معنى حقيقة الانتماء للرياضة العراقية أياً كان موقعها وحضورها، فالأمر اليوم أضحى يضرب العصب الحقيقي لتكوين رياضة الإنجاز، رغم الملاحظات التي أشرنا إليها في فترات سابقة، فالقضية في الأصل تتعلق بعملية تغيير السياسة التي رُسمت للأولمبية، دون أن تُنفذ على أرض الواقع منذ دورتين، ودون أن تصل الى أقل ما يمكن أن تصله في طموحات الرياضة العراقية من خلال مشاركات مرّت دون أن تجد من يقف عندها ويعترف بالأخطاء التي سجّلت او السلبيات التي حصلت!
نعم.. الرياضة العراقية تدفع الثمن باهظاً وكبيراً وعميقاً، عقب الخلل الذي أضر بالمنظومة كلها، وها هي اليوم تعيش في مرحلة الموت السريري ودون أن تجد من يبعث فيها الروح بعد أن أضحت الحقيقة واضحة، أن الرياضة لن تعود متعافية، إلا حينما يأتيها من يغلب مصلحة العراق فوق مصلحته ويتقبل بالنقد البنّاء ويفرز بين من يخدم ومن يهدم ويضع الأشخاص المناسبين في مواقعهم التي تتلاءم ومسيرتهم، مع جل احترامي للجميع!