TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باختصار ديمقراطي: مصلحون بلا إصلاح!

باختصار ديمقراطي: مصلحون بلا إصلاح!

نشر في: 4 إبريل, 2018: 07:14 م

 رعد العراقي

لم تكن العملية الديمقراطية تمثل يوماً فضاءً مباحاً لكل التجارب الحماسية التي لا تستند الى أسس قانونية ومنطقية تبتعد عن الاجتهادات والإملاءات والنوايا الشخصية واستعراض الأصوات العالية واشغال وسائل الإعلام والجماهير من دون أن يكون لها فعل مؤثر وقرار ملزم يشق طريقه نحو التطبيق الفعلي على أرض الواقع.
عندما تكون تلك الافعال محكوم عليها بـ(زوبعة فنجان) لا أكثر فإنها لم تأخذ من الديمقراطية غير حرية التعبير المجردة من أهداف التغيير وتحوّلت الى ممارسة استعراضية قد تسيء الى القائمين عليها أكثر مما تمنحهم مكانة التأثير التي من المفترض أنها جزء من تكوينهم الشخصي ومكانتهم العلمية والاعتبارية كشخوص يدركون جيداً معنى كل خطوة يقدمون عليها ستكون ضمن أرصدتهم الاعتبارية أمام جماهيرهم.
تجمّع نخبة من الكفاءات والرياضيين أصحاب التاريخ والانجازات ممّن هم خارج المنظومة القيادية والإدارية المؤثرة والتي قررت عقد مؤتمرها غداً في أحد فنادق العاصمة الذي يهدف حسب ما هو معلن الى إيجاد آلية عمل جديدة والبحث في قوانين مستحدثة لتنظيم العلاقة بين اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية وصولاً الى اصلاح الواقع الرياضي. خطوة ربما تحمل في عناوينها وحماسة القائمين عليها الكثير من التساؤلات المشروعة عن غاية التوقيت لها في ظل أزمة اللجنة الأولمبية التي من المفترض أن تجتمع كل الجهات نحو المساهمة بانقاذ الرياضة العراقية من الانهيارأمام التهديد بإيقافها دوليا قبل الحديث عن اجراءات الاصلاح الداخلي لكيانها او محاولة إحداث انقلاب جذري في منهجية عملها وهم يدركون جيداً أن تلك الطلبات ستصطدم أمام مطبات قانونية واجراءات تتطلب تشريع قوانين جديدة لا يمكن تحقيقها لاسباب عدة إضافة الى عدم امتلاك المجتمعين لأي أدوات ملزمة أو وسائل شرعية يمكن ان يفرضوا بها رؤيتهم وشروطهم غير الظهور الاعلامي المجرد من الفعل المؤثر.
لا نريد أن نغتال احلام الذاهبين الى جلسة الانقاذ الرياضي بقدر ما نحرص على إيقاظ جانب حيوي ومهم وهو الواقعية بالتصرّف وحكمة الرأي وصواب الخطوات وثقل نتائجها العكسية التي من الممكن أن تنال من حقيقة ونوايا المجتمعين في حالة ذهبت الجهود نحو مرافىء النسيان وتوقفت عند مصطلح (السند القانوني والشرعي) الذي يبدو انه غائب عن منهج المؤتمر.
باختصار..الجميع يهدف الى الاصلاح والتغيير وهناك من يحمل افكاراً خلابة يمكن أن تنهض بالرياضة العراقية وتضعها على سكة التطور..لكن التطبيق يبقى مرهوناً بعوامل رئيسية أهمها أن تكون مجردة من شرط قيمة المردود أو الضرر الشخصي لاصحابها وأن نذهب بها بمسالك قانونية صحيحة وبتوقيت مناسب ودقيق تجنبنا من تكرار الاخطاء التي اصابت مؤتمرات وتجمعات سابقة لم نحصد منها غير الخطابات المنفعلة والتصريحات الإعلامية التي تلاشت تدريجياً حينما عجزت عن فرض شروطها لأنها أدركت إن مساحة الحرية التي منحت لهم في التعبير عن الآراء لا تبيح لهم الخروج عن الاطار القانوني الداخلي والخارجي لإحداث (انقلاب) جذري حقيقي كما يتمنون!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram