TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: مَنْ يكشف السرّ؟

شناشيل: مَنْ يكشف السرّ؟

نشر في: 14 إبريل, 2018: 08:21 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

الأحزاب المتنفذة في السلطة منذ 2003 ،الإسلامية في الأعمّ الأغلب، هي مَنْ شكّلَ مفوضية الانتخابات الحالية كما السابقة والأسبق. أعضاء مجلس المفوضية اختارهم ممثلو هذه الأحزاب التي هي أيضاً سنّت قانون المفوضية وقانون الانتخابات.
معنى هذا أنّ العملية الانتخابية بقضّها وقضيضها ومن قمة الرأس إلى أخمص القدم مَن صنع هذه الأحزاب التي رفضت المرّة تلو الأخرى تعديل قانون الانتخابات، وإنْ فعلتْ فإلى الأسوأ، مثلما رفضت أن تلتزم بحكم الدستور بأنْ تكون المفوضية مستقلة بوصفها واحدة من الهيئات المستقلة المنصوص عليها في الدستور.
هذه الأحزاب التي فعلت كل هذا هي نفسها التي كانت تخرق دائماً قانون المفوضية وقانون الانتخابات، بعدم التزامها بالقواعد والشروط والتعليمات الخاصة بالعملية الانتخابية، منذ الحملات الانتخابية إلى عملية العدّ والفرز ثم إعلان النتائج.
الأحزاب الإسلامية هذه التي تستأثر بالسلطة والنفوذ والمال منذ خمس عشرة سنة وأسست إمبراطوريات مالية وعقارية، لم تقنع وتكتفِ بهذه "النعم". الأيام الأخيرة قدّمت دليلاً آخر. مفوضية الانتخابات كانت قد حدّدت يوم أمس موعداً لانطلاق الحملات الانتخابية، لكنّ الأحزاب المتنفذة بالذات منحت أنفسها الحقّ في الشروع بحملاتها قبل أسابيع.. كالعادة لجأت إلى الحيلة فنشرت على أرصفة الشوارع والساحات وعلى المباني وفي منصّات وسائل التواصل الاجتماعي إعلانات عن قوائمها الانتخابية ومرشحيها.. الحيلة كانت في عدم وضع رقم القائمة ورقم المرشح في القائمة! .. حيلة سافرة تواطأت فيها مفوضية الانتخابات مع هذه الأحزاب بدعوى أنّ عدم وضع الأرقام يُبرِّئ من تهمة انتهاك القواعد والتعليمات!
الأحزاب الإسلامية المتنفذة هي أيضاً المتورطة أكثر من غيرها في عمليات الفساد الإداري والمالي التي تُحقّق فيها مفوضية النزاهة أو المنظورة أمام القضاء بما فيها تلك التي بُتّ فيها. وهذه الأحزاب هي أكثر ما يستحوذ على الوظائف والمناصب للدولة، فيما تُترك الأغلبية الساحقة من الخريجين والخريجات وأصحاب الكفاءات الذين لا حزب إسلامياً متنفذاً لهم، لمصيرهم فترتفع سنة بعد أخرى نسبة الفقر ونسبة البطالة بين أبناء وبنات "الخايبات" الذين يتخلّى عنهم حتى الربّ الذي تتحدث باسمه هذه الأحزاب وتجعل من أنفسها ممثلة له.
مَنْ يكشف لنا سرّ هذا كله؟
الأكثر حيلة هم الإسلاميون وأحزابهم، والأكثر سرقة للمال العام هم الإسلاميون وأحزابهم، والأكثر تلاعباً بالوثائق وتزويراً لها هم الإسلاميون وأحزابهم ، والأكثر احتكاراً لمصادر السلطة والنفوذ والمال هم الإسلاميون وأحزابهم، والأكثر تجاوزاً على الدستور والقوانين هم الإسلاميون وأحزابهم ... والأكثر تجاوزاً على قانون المرور ونظام السير في الشوارع وعلى المِلكية العامة والخاصة ، وأخيراً الأكثر فوزاً في الانتخابات، حقّاً وباطلاً، هم الإسلاميون وأحزابهم..
هل ثمة سرّ مغلق في هذا؟
مَنْ يكشف لنا هذا السرّ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram