TOP

جريدة المدى > عام > جدتي وصندوقها الخشبي*

جدتي وصندوقها الخشبي*

نشر في: 15 إبريل, 2018: 06:06 م

سناء  الطالقاني 

تطل من خلف الشباك كلما تسمع دبيباً على الارض، أحياناً أشعر إنها لا تنام.
كلما اسألها / جدتي ماذا يشغلك
تبتسم :
وصوتها يتعثر في دمعها، ودمعها يتحشرج في صوتها، و في نغماتها تتحاضن الدمعة والترتيل،كأن صوتها عود ذو وتر واحد،بعضه يبكي وبعضه يغنّي.
تنتظر شيئاً لم استدل عليه
أصغي ولا أفهم ، وبعدما يجف حلقها
تطلب ماء وتشدد أن يكون بارداً حتى في الشتاء .. أسرع لجلبه، ورنين صوتها ومساحة عطرها تفيضان معي .
لأقول لها : اشربي الماء جدتي
وأدس رأسي في حضنها .
تتدارك مخاوفي لتقول انظري للقمر كم يشبه الماء/ فضة
تقف في الباحة بعد العشاء
مثل شجرة إنارة
وتفرش البساط الخشن و الملون ( المعمول يدوياً ) على الارض
نتحلق حولها بنصف دائرة...
تتجول عيناها العسلتين.. على وجه كل واحد منا
وتقول:
حلقت الملائكة بانتشاء
وبقايا أقمار وثمار
لا تصاهر روحي الضياع
هذه الليلة
أدخل في الحكاية
كان يا مكان .. في قديم الزمان

منذ أقدم العصور
عصفوراً ، بقلب كبير
جناحه صغير
لم يستطع الطيران ...
كانت نظراتها شاخصة في اللامكان ، وفي يديها تقبع أحلامنا حينما تقول :
حان وقت العشاء
* الجزء الثاني من القصيدة


انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

النوبة الفنيّة أو متلازمة ستاندال

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا

تخاطر من ماء وقصَب

موسيقى الاحد: كونشرتو البيانو الثالث لبيتهوفن

التقاليد السردية بين الأصالة والأقلمة

مقالات ذات صلة

"جـِيُــــو بُــونْـتــِي"" src="https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2025/03/5862-7.jpg">
عام

"مُخْتَارَات": <اَلْعِمَارَةُ عِنْدَ "اَلْآخَرِ": تَصْمِيمًا وَتَعْبِيرًا >"جـِيُــــو بُــونْـتــِي"

د. خالد السلطاني معمار وأكاديمي * الى حسين حربة تعيد سيرة "جِيُو بُونْتِي" (1891 – 1979) Gio Ponti المعمار الايطالي المعروف مصائر سير نخبة المبدعين الايطاليين، خصوصاً فيما يتعلق بتنويعات الابتكار وتشعب اهتماماتهم وبراعتهم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram