سناء الطالقاني
تطل من خلف الشباك كلما تسمع دبيباً على الارض، أحياناً أشعر إنها لا تنام.
كلما اسألها / جدتي ماذا يشغلك
تبتسم :
وصوتها يتعثر في دمعها، ودمعها يتحشرج في صوتها، و في نغماتها تتحاضن الدمعة والترتيل،كأن صوتها عود ذو وتر واحد،بعضه يبكي وبعضه يغنّي.
تنتظر شيئاً لم استدل عليه
أصغي ولا أفهم ، وبعدما يجف حلقها
تطلب ماء وتشدد أن يكون بارداً حتى في الشتاء .. أسرع لجلبه، ورنين صوتها ومساحة عطرها تفيضان معي .
لأقول لها : اشربي الماء جدتي
وأدس رأسي في حضنها .
تتدارك مخاوفي لتقول انظري للقمر كم يشبه الماء/ فضة
تقف في الباحة بعد العشاء
مثل شجرة إنارة
وتفرش البساط الخشن و الملون ( المعمول يدوياً ) على الارض
نتحلق حولها بنصف دائرة...
تتجول عيناها العسلتين.. على وجه كل واحد منا
وتقول:
حلقت الملائكة بانتشاء
وبقايا أقمار وثمار
لا تصاهر روحي الضياع
هذه الليلة
أدخل في الحكاية
كان يا مكان .. في قديم الزمان
منذ أقدم العصور
عصفوراً ، بقلب كبير
جناحه صغير
لم يستطع الطيران ...
كانت نظراتها شاخصة في اللامكان ، وفي يديها تقبع أحلامنا حينما تقول :
حان وقت العشاء
* الجزء الثاني من القصيدة