سنان باسم
الرؤية السائدة التي تلازم مقاييس شاشتنا الفضية منذ عقود، هي افلام لاتخدش الحياء والذوق العام، مناصفة مع افلام لاتمس القضية العربية والمتمثلة " بفلسطين" بأية حساسية، الا أن النمطية تكسرها الهفوات أو شواذ على اصابع اليد الواحد، وهنا اليوم نستعرض فلمنا سبعة ايام في عنتيبي والذي يتحدث عن العملية العسكرية التي قامت بها اسرائيل، ضد عدد من الفدائيين الفلسطينيين، بعد أن قاموا باختطاف طائرة تعود الى الخطوط الجوية الفرنسية وعلى متنها اكثر من ثمانين اسرائيليا ًبالإضافة الى اكثر من مئتي جنسية مختلفة ، الفلم بمحتواه وصياغته ومعالجته للأحداث يميل وبشكل مقصود او لا ؛ الى اظهار الاسرائيليين بمظهر المضحين والملبين لدعوة أبناء شعبيهم في تخليصهم من خطر الخاطفين، أضف الى ذلك مظهر الضعف او التردد او الانتقام الاعمى؛ والذي يشوب شخصية الخاطفين بعد أن إستمرت عملية الخطف لاكثر من ستة أيام.
ولابد من الانصاف أن المعالجة السينمائية لاي نص تأريخي، أو أدبي تحتاج الى الاجتهاد في تضمين الحوار والذي لا يلامس الحقيقة على اغلبه ؛ ويرتقي الى عتبة الحوار الوهمي، اذ لطالما يسخر الابطال الحقيقيون من الاعمال التي تجسد بطولاتهم، باعتبار أن الحوار والحديث لايطابق الواقع ، وفي الفلم ينحسب التركيز من العملية والخطف الى حوار الذات وملامة النفس ، بالإضافة الى المكاشفة عن تغيير مسار الاتفاق المبرم بين الخاطفين من المساومة الى ترويعهم وتهديدهم بالخوف .
بالموازاة من عملية الخطف ، ترتبك الاوساط الاسرائيلية متمثلة برئيس الوزراء آنذاك إسحق رابين، والكابينة الوزارية التي ضغطت باتجاه العملية العسكرية دون سواها؛ مع تحفظ وزير الدفاع الاسرائيلي، ولكن الامر يسير باتجاه تحرير المختطفين، مع ضرورة التعمق في كيفية نقل الكوماندوز الى اوغندا، وهنا يظهر المخرج والمؤلف القدرة الخفية للمؤسسة الاسرائيلية على صناعة حدث يوازي مثيله وبالتالي محصلة كانوا يمنون النفس بها، وهي النجاح في ارجاع الرهائن.
الممثلة البريطانية روزماند بايك التي لعبت دور واحدة من أعضاء منظمة الألوية الحمراء اليسارية المتطرفة في المانيا وكعادتها الهادئة الثائرة ، ادهشتنا بالأداء وإتقانها لجمل المانية بانسيابية الحوار ومشاطرته مع الاسباني دانييل بروهل ويلعب دور الخاطف الثاني ألالماني الجنسية ايضا .
برغم براعة الاداء الا أن رسائل التطبيع بين الاسرائيليين والفلسطينيين كانت حاضرة ولم تظهر بين السطور ، بل الى العلن تكشفت الاهداف وللمشاهد الفطن الحكم النهائي .
سبعة أيام فـي عنتيبي .. استغراب ولا غير !

نشر في: 18 إبريل, 2018: 06:14 م