سلام خياط
كل حين ، أرصد ما هو موجود في مكتبتي المتواضعة التي تضيق أحياناً بما تحوي ، نتيجة الشغف بإقتناء المزيد وإرتشاف الجديد من الكتب ،، فأضطر — نعم أضطر ــ لرزم البعض منها ، وتعبئتها بأكياس أو علب كارتون ، لأسارع بها لأقرب مخزن ل ( الجارتي ) او مخازن الإحسان -كما يحلو للبعض تسميتها ساعة الترجمة - عل البعض من العابرين يعثر على بغيته فيها .
كتاب ( الوجدان ) للمرحوم فايق بطي ؛ من بين الكتب المستثناة . تستعصي على النبذ أو التخلي .. أستثني الكتاب وأعاود تقليب صفحاته دون ضجر أو ملل ،، وأحجم بإصرار عن ضمه لقائمة الكتب المزمع حملها لمخزن الإحسان … خلجات فايق بطي على الورق ، لم يفارقها دفئها الذي يميز معظم مؤلفاته التي بلغت — حسب علمي — ثلاثة عشر كتاباً ..ضمنها معظم ما جال بذهنه ،، يافعا، شابا، وشيخا .. تاريخ ملتزم بالتوثيق .مؤطر بالصدق والإحالات ::التوجس المشوب بالحذر الذي يبلغ حد الخوف أحياناً،، القلق ، الحرمان ، النوال ، شظف العيش ، تباريح الحب . المحبة ، الكراهية ، الثبات ، الوعي ، الإجتهاد ، المخاض ، التحدي ، التجربة ، النجاح ، الفشل ،الصداقات ،الإكتفاء .. -أكاد أجزم أنه لم يجرب التخمة !!-تجارب، سفحها على الورق .. ومضى !
أتصفح كتاب ( الوجدان ) جذاذات نابضة من تاريخ حزب عريق . أسماء رفاق درب ومسيرة ، اسماء عابرة ،، اسماء راسخة في الذهن حاضرة في الذاكرة ،، بعضهم رحل للعالم الآخر دون ضجة ، بعضهم ظل وفياً لمبادئه واصدقائه بعضهم خانه الوفاء ،، بعضهم.. بعضهم ؛؛ الكتاب سجل تاريخي حافل بالاسماء والأحداث والتواريخ والمواقف..
………..
فتحت العاصمة البريطانية ذراعيها لإستقبال الشاعر سعدي يوسف ..كما استقبلت عددآ من الذين عملوا في الصحافة :: وفد إليها سعود الناصري تاركا موسكو ليستقر بلندن . قبل سعود جاء للندن عبد المنعم الأعسم . كما وفد للعاصمة البريطانية الكاتب رضا الظاهر ،، كذلك وفد عدنان حسين ، تاركا وراءه الصحافة التي عشقها والتي غرف من نظرياتها الكثير في قسم الإعلام بجامعة بغداد ،، سجل فالح عبد الجبار علامة بيضاء في وجدان الصحفي العراقي الملتزم ،،، يترك فايق بطي العمل في ( صوت الوطن ) تضامنا مع فالح وسهام الظاهروالشاعر عواد ناصر … عواد ناصر صاحب (وجدان، وحدث ذات وطن ،ومعه الشاعر عبد الكريم كاصد والشاعر الوجداني فاضل السلطاني ، والشاعر صادق الصائغ …ظلوا ينشدون للحرية ، سبقهم الشاعر فلاح هاشم ، وبلند الحيدري وهاشم شفيق . والشاعر صلاح نيازي …مع كل أولئك المبدعين ، ينضم إليهم رعد مشتت .بعد أن سبقه الى لندن الشاعر فوزي كريم ،، يحط بلندن أيضاً — زهير الجزائري ،
مع بنت المسرح ( روناك شوقي ) . يلحقهم غانم حمدون ، وعلي الشوك ،وتلتحق بفالح عبد الجبار الكاتبة فاطمة المحسن .. تلتحق مع ركب المثقفين الصحفية سعاد الجزائري ، و…و..كل هؤلاء المثقفين وغيرهم تقاطرواعلى لندن دون ميعاد.
………….
كان اليوم الآخيرلمؤتمر الحزب الذي إستمر(١٢)يوماً حاسماً لم يشهد الحزب مثيله سابقاً ،
المؤتمرون بدأوا بإختيار الأسماء ، وجاءت النتيجة تتويجاً لإرادة المؤتمرين::فاز ثلاثة رفاق من تنظيمات الداخل للمرة الأولى،، انتخب أربعة رفاق من تنظيمات الخارج ، للمرة الأولى .
أيضاً ..ـ بقي رفيقان من أعضاء اللجنة المركزية السابقة وهما حسان عاكف ولبيد عباوي .. إنتخب رفيقان من أعضاءاللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني وهما حيدر الشيخ علي ، وابو سيروان .. انتخب إثنان من أعضاء المكتب السياسي السابق ، وهما حميد مجيد وعبد الرزاق الصافي .. إعتذر الرفيق عزيز محمد عن ترشيح نفسه بعد( ٢٨عاما من النضال ) فاسحاً المجال لغيره في تولي المسؤولية .. لم يرشح فخري كريم نفسه من جديد .وآثر ان يتفرغ لمشروعه الفكري ، الثقافي في مؤسسة المدى .
#،، جل المعلومات الواردة في المتن مستقاة من كتاب الوجدان ،، لفايق بطي.