TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: فاسدون.. فائزون!

شناشيل: فاسدون.. فائزون!

نشر في: 23 إبريل, 2018: 07:22 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

الفاسدون يفوزون..
في هذي البلاد بالذات، هم يفوزون بامتياز من دون منازع في أي انتخابات، أكانت تشريعية (مجلس النواب ومجالس المحافظات) ستجري لاحقاً أم نقابية قد جرت للتوّ..!
يفوز الفاسدون والإرهابيون وأرباب السوابق في العراق"الجديد"من دون شكّ أو ريب.. ومثلهم ومعهم يفوز المرتزقة والوصوليّون والمتملّقون وماسحو الأكتاف ولاعقو الأحذية في هذا العهد وفي العهد السابق، ليعقدوا ميثاقاً ويشكّلوا حلفاً، ويعيدوا من خلالهما إنتاج حلقة فسادهم الجهنميّة.
كيف لا يفوز الفاسدون، بصنوفهم وأنواعهم المختلفة، ولماذا لا يفوزون، ما داموا في دولة فاسدة من هامة الرأس إلى أخمص القدم؟!
الفساد له قوّته الفائقة، وفي هذي الدولة توازي القوة التدميرية للفساد قوة القنابل الذرية أو الهيدروجينية.. فمَنْ يقوى على الوقوف في وجهه؟
أتريدون مثالاً..؟
فاسد كبير أعلن بعظمة لسانه عبر التلفزيون أنه، وهو عضو في البرلمان، فاسد.. بل زادنا من الشعر أبياتاً وأبياتا بالقول إنه قد تسلّم عن قضيّة فساد واحدة مليون دولار، وإنّ زملاء له آخرين في مجلس النوّاب فاسدون مثله، بل قال وكرّر القول"كلّنا فاسدون"في إشارة الى سائر المسؤولين الكبار في الدولة.. قال هذا منذ زمن، ولم تتحرّك هيئة النزاهة لتحقّق معه وتقدّمه إلى العدالة.. ولم يرفع جهاز الادّعاء العام قضية ضده، ولم تفعل شيئاً معه رئاسة مجلس النواب كذلك.. لم تتحرّك أيضاً الحكومة التي تحوّل كلام رئيسها المتواصل عن الفساد ومكافحته إلى ما يشبه الثرثرة المملّة، بل المزعجة لعدم إقران الأقوال بالأفعال!.. والمفارقة أنّ أحداً من الذين عناهم النائب الفاسد بقوله هذا لم يعترض ولم يحتجّ..!
مثال آخر..!
رئيس مصرف، ثابت فساده عبر معاملات نافذة العملة في البنك المركزي، وموثّقة عمليات فساده رسمياً (وثائق الجلبي المقدّمة إلى لجنة النزاهة في مجلس النواب وإلى هيئة النزاهة وإلى مجلس القضاء الأعلى)، وها هو يترشّح إلى الانتخابات الوشيكة ويكتسح فضاء العاصمة بإعلاناته الدعائية، من دون أن يقول له أحد: على عينك حاجب..!
مثال ثالث..!
نقيب فاسد أخلاقياً ومالياً وإدارياً بعلم الجميع.. مع هذا وبرغمه يحظى بالتقدير والتكريم والتبجيل من كبار الرؤوس في الدولة، قبل أعضاء نقابته، بدل أن يحتفظوا لأنفسهم ولمناصبهم ومواقعهم بنقطة حياء واحدة على جباههم ويُواجهوه بفساده الأخلاقي والمالي المعلن والصريح!... ويفوز..!
وكيف لا يفوز الفاسدون.. ولماذا لا يفوز الفاسدون، في دولة غارقة في محيط آسن من الفساد كدولتنا؟!
هل لدينا دولة في الأساس؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram