adnan.h@almadapaper.net
عدنان حسين
الفاسدون يفوزون..
في هذي البلاد بالذات، هم يفوزون بامتياز من دون منازع في أي انتخابات، أكانت تشريعية (مجلس النواب ومجالس المحافظات) ستجري لاحقاً أم نقابية قد جرت للتوّ..!
يفوز الفاسدون والإرهابيون وأرباب السوابق في العراق"الجديد"من دون شكّ أو ريب.. ومثلهم ومعهم يفوز المرتزقة والوصوليّون والمتملّقون وماسحو الأكتاف ولاعقو الأحذية في هذا العهد وفي العهد السابق، ليعقدوا ميثاقاً ويشكّلوا حلفاً، ويعيدوا من خلالهما إنتاج حلقة فسادهم الجهنميّة.
كيف لا يفوز الفاسدون، بصنوفهم وأنواعهم المختلفة، ولماذا لا يفوزون، ما داموا في دولة فاسدة من هامة الرأس إلى أخمص القدم؟!
الفساد له قوّته الفائقة، وفي هذي الدولة توازي القوة التدميرية للفساد قوة القنابل الذرية أو الهيدروجينية.. فمَنْ يقوى على الوقوف في وجهه؟
أتريدون مثالاً..؟
فاسد كبير أعلن بعظمة لسانه عبر التلفزيون أنه، وهو عضو في البرلمان، فاسد.. بل زادنا من الشعر أبياتاً وأبياتا بالقول إنه قد تسلّم عن قضيّة فساد واحدة مليون دولار، وإنّ زملاء له آخرين في مجلس النوّاب فاسدون مثله، بل قال وكرّر القول"كلّنا فاسدون"في إشارة الى سائر المسؤولين الكبار في الدولة.. قال هذا منذ زمن، ولم تتحرّك هيئة النزاهة لتحقّق معه وتقدّمه إلى العدالة.. ولم يرفع جهاز الادّعاء العام قضية ضده، ولم تفعل شيئاً معه رئاسة مجلس النواب كذلك.. لم تتحرّك أيضاً الحكومة التي تحوّل كلام رئيسها المتواصل عن الفساد ومكافحته إلى ما يشبه الثرثرة المملّة، بل المزعجة لعدم إقران الأقوال بالأفعال!.. والمفارقة أنّ أحداً من الذين عناهم النائب الفاسد بقوله هذا لم يعترض ولم يحتجّ..!
مثال آخر..!
رئيس مصرف، ثابت فساده عبر معاملات نافذة العملة في البنك المركزي، وموثّقة عمليات فساده رسمياً (وثائق الجلبي المقدّمة إلى لجنة النزاهة في مجلس النواب وإلى هيئة النزاهة وإلى مجلس القضاء الأعلى)، وها هو يترشّح إلى الانتخابات الوشيكة ويكتسح فضاء العاصمة بإعلاناته الدعائية، من دون أن يقول له أحد: على عينك حاجب..!
مثال ثالث..!
نقيب فاسد أخلاقياً ومالياً وإدارياً بعلم الجميع.. مع هذا وبرغمه يحظى بالتقدير والتكريم والتبجيل من كبار الرؤوس في الدولة، قبل أعضاء نقابته، بدل أن يحتفظوا لأنفسهم ولمناصبهم ومواقعهم بنقطة حياء واحدة على جباههم ويُواجهوه بفساده الأخلاقي والمالي المعلن والصريح!... ويفوز..!
وكيف لا يفوز الفاسدون.. ولماذا لا يفوز الفاسدون، في دولة غارقة في محيط آسن من الفساد كدولتنا؟!
هل لدينا دولة في الأساس؟!