اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الفتلاوي والمرحوم ماركس

العمود الثامن: الفتلاوي والمرحوم ماركس

نشر في: 25 إبريل, 2018: 08:44 م

 علي حسين

من الواضح أنّ النائبة حنان الفتلاوي حريصة على ألّا تضيّع دقيقة واحدة من وقتها الثمين ، فنجدها تتنقل مثل " الفراشة " من فضائية إلى فضائية ، في إعلانات مدفوعة الثمن ، وكان آخرها الأعلان الطريف واللطيف الذي عرض أمس الأول من على قناة دجلة ، وأصر المقدم عدنان الطائي على تسميته برنامج ..ويبدو ان السيدة تظهر في التلفزيون بـ" فلوسها " .
في الظهور الأخير اكتشفنا ولو متأخرين أن مكان حنان الفتلاوي الحقيقي هو عالم الفكر والفلسفة، وأن السياسة التي دخلتها في سن متأخرة لم تجلب لها سوى المتاعب، فقد حولتها الى طريدة من قبل الحزب الشيوعي الذي اكدت لنا النائبة " مشكورة " أنه ترك الإيمان بالطبيعة وراح يبحث عن لافتات " المفكّرة " الفتلاوي ليمزّقها ، ولأنّ عالم الفكر لا يحتاج هذه الايام الى مجهود ولا كتب .. فقط المطلوب منك أن تصرخ بصوت عال ، وتكثر من الظهور الإعلامي ، فهو وحده الكفيل بأن يصنع منك مفكراً ستراتيجياً، ولنا في عباس البياتي أو عالية نصيف، ناهيك عن محمود المشهداني نماذج لمفكّري العصر العراقي الجديد!
الفيلسوفة حنان الفتلاوي ، فاجأتنا في إعلانها الاخير على قناة دجلة بأن تركت النواح على زمن مضى ، وقررت أن تمسك بـ " ياخة " كارل ماركس ، وبلفتة طريفة تشرح لنا ما هي المادية الديالكتيكية ، ورغم أنّ هلوسة الفتلاوي أثارت حيرتي ، وكشفت عن الجهل الكبير الذي يتّسم به معظم نوّابنا ، إلّا أن حالة الفرح التي أصابت مقدم البرنامج ، وهو يتلقّى أول دروس الماركسيّة على يد النائبة الفتلاوي ، اصابتني بالحيرة من المفعول الذي تلعبه " الفلوس " في النفوس .
لا أريد أن أدخل في جدل مع الفيلسوفة فتلاوي ، حول موضوعات تخصّصَ بها المفكرون من أمثالها، لكن أريد أن أسأل سؤالا: هل تعتقد أن المواطن العراقي بلا ذاكرة ، وأن صمتها لمدة ثماني سنوات على الخراب لم يكن مدفوع الثمن ، وأن دفاعها المستميت عن الفشل منذ عام 2006 وحتى عام 2014 لم يتحوّل إلى أرصدة وممتلكات واقطاعيات ؟! ياسيدتي وأنت تخوضين معركتك مع المرحوم ماركس ، أتمنى عليك لو أخرجتِ من الأرشيف صورتك عام 2005 أيام الوظيفة في رئاسة الوزراء ، وقارنتيها بصورتك عام 2018 ، ربما ستدركين صحة كل ما كتبه المرحوم داروين في اصل "اصل الانواع".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram