رعد العراقي
ليس بجديد الحديث عن هموم الكرة العراقية وماتعانيه من فوضى وتخبط في تقرير مصيرها في أسلوب إدارتها للسنوات الاربع القادمة..لكن تبقى المهنية والحرص على سمعتها كواجهة للبلد وآمال جماهير عاشقة لها لاترضى إلا أن تترقب ساعة العودة الى تألقها والخلاص من بدائية وفلسفة قيادتها في النهوض بها.
المعضلة يبدو أنها لاتتعلق بشخوص تتنافس على الوصول الى سدة القيادة بل أن هناك ماهو أهم من ذلك وأخطر تفسيراً عندما اقتحمت الشخصنة والعناد أسوار المزاج الفكري لكل للمتصدين للمسؤولية لتزيح الأهداف الرئيسية عن طريقها وترمي بمصلحة الكرة والجماهير جانباً ثم تذهب نحو التلاعب القانوني والاستفراد بصياغة النظام الداخلي وفق مزاجات تضمن فتح كل الطرق للمستفيدين نحو ضمان البقاء ليس للأصلح بل لمن يطوع الزمن والقانون له.
لا اعتراض على كل من تقدم للتنافس على المكتب التنفيذي للاتحاد..وهو حق للجميع..وهنا فان قص أجنحة( الجميع )هو جوهر الاعتراض..بعد أن كتب النظام الداخلي بمشورة من خارج الحدود اغتالت فيها روح الديمقراطية بعد أن وضعت جملة حواجز كشرط العمل الاداري لسنوات عدة وبدعة التثنية ثم تقفز نحو الغموض باستخدام التعابير التي تتحمل أكثر من تفسير..وهو ما قلص من فرص أن يكون هناك الكثير من المرشحين لضمان تنافس حقيقي وخيارات عديدة أمام الناخبين..ومن يتحدث عن تبرير عدم السماح لأن تكون أعداد المرشحين كبيرة وقد تسبب في فشل الانتخابات فتلك خدعة وسلب علني لحق مكفول للجميع كان يمكن معالجته باجراءات تنافسية متسلسلة ترضي كل الاطراف وليس اقصائية متعسفة.
الغريب في كل ماجرى أن الهيئة العامة لم تقف طويلاً في مناقشة النظام الداخلي ومضت الى المصادقة عليه في اجراء يثير الكثير من التساؤلات عن حقيقية وجدية إقرار القوانين الخاصة بمستقبل الكرة العراقية وأدوات التخطيط والتطوير وهو ما يؤكد أن تمرير النظام قد جرى بشكل روتيني وبقراءة سريعة وتلك هي مصيبة وإما أن هناك قناعة لكل أعضاء الهيئة العامة بما ورد فيه دون إعتراض أو حتى التحفظ على بعض البنود التي اثيرت الآن وسببت في إثارة الخلافات وتلك مصيبة أعظم.
إن أكثر مايثير الإستياء هو تهافت الأطراف نحو إثبات صحة موقفهم وقوة عزيمتهم في كسب القضية ونقل الصراع الى خارج الحدود ذلك التجأ لمحكمة كاس وهذا ارتدى درع فيفا الفولاذي وكأننا عجزنا عن حل خلافاتنا بين أحضان الوطن وأن نضع المصلحة العامة تاجاً فوق رؤوس المتخاصمين لنثبت أن النوايا بالوصول الى المناصب هي تسابق بالفكر والجهد التطوعي للنهوض بالكرة العراقية لكننا خلال الأزمة لم نقرأ في عيون ولهجة المتحدثين غير تعابير الحق الشخصي وإن خرجت من هنا أو هناك بعض الكلمات العابرة..إلا أن الفعل لم يرتق الى أحلامنا التي نتمنى أن تتحقق يوماً ونسمع ولو همساً أن هناك من اعترف بفشله وحق خصمه بالاعتراض ثم بادر الى الانسحاب وسط عناق وتصفيق الجماهير...لكننا سنبقى نحلم ...!!