TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: للتهديد بقية!

كلمة صدق: للتهديد بقية!

نشر في: 15 مايو, 2018: 07:07 م

 محمد حمدي

وسط اجواء الاحتقان والتخندّق والشدّ الذي نعيشه اليوم في أجواء انتخابية نسف إعلانها المفاهيم الانسانية ومواثيق الشرف والنزاهة، كان للرياضة طرفها المؤثر في الأحداث والمتلاعب بها أسوأ استغلال ممكن بعيداً عن الروح الرياضية والحب والطاعة والاحترام حتى ليظن أحدنا إنها وجدت بملاعبها وساحاتها لأجل الترويج لهذا الحزب والتجمع أو ذاك التيار والجهة!
ببساطة واقع متردّ وصلنا اليه برغم أنوفنا واختلطت فيه الأوراق والمسميات ووصلت الرياضة التي تعنينا كمتنفس الى هذا الحال الصعب المرير ، وليس ببعيد عن تلك الاجواء نقترب جداً من انتخابات ربما لامست البرلمانية الى حدود بعيدة في انسجام الشارع والجمهور وتأثره بها وأقصد هنا انتخابات الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم ، هذه الانتخابات جسدت لنا من خلال الإعلام وهو وسطها الناقل حالة التكالب وربما الحرب الدائرة أيضاً في الكواليس المدعومة من أعلى الجهات الحكومية الأمر الذي أوصلها الى التدويل في تهديد معلن تحول الى واقع حال كما لخصه لنا يوم أمس رئيس الاتحاد عبد الخالق مسعود بإيقاف عجلة الرياضة في العراق رسمياً تحت مسمّى التدخل الحكومي في العمل الرياضي وفرض الوصاية، بالمقابل يتم التعامل مع الاتحاد حكومياً بذات الطريقة التي تفضي بالقضاء عليه بجريمة هدر المال العام التي تصل الى أخطر أنواع التخريب والسرقة وفق الرؤية القانونية، ومع الواقع المؤسف والابواب الموصدة يشير مسعود الى نوافذ صغيرة للنفاد والحل سيكون أحلاها بمرارة الحنظل في إشارة الى عدم مقبوليتها وتتلخص بسحب القضايا الجنائية مقابل التراخي وحلحلة التعنت الاتحادي في السماح لشخوص محسوبين على الحكومة في التوغل ضمن المنظومة الاتحادية الكروية المقدسة.
الملاحظ وسط الانفلات الهائل الذي سنقبل عليه حتماً بحكومة تسيير الأعمال المقبلة هو أن تصاعد لغة التهديد الداخلي والخارجي من الطرفين ستأخذ شكلها العلني وسط تماشي الإعلام الرياضي وانقسامه وفق المصالح والغايات أيضاً للاسف الشديد بعيداً عن الحيادية واهتمامات الشارع الرياضي وربما تسبب أيضاً في تأجيج الموقف بتقديم هذا الطرف على ذاك برؤية يغلب عليها صفة الإعلان وليس الإعلام، ما أشرنا إليه هو ببساطة مطلقة وصف بسيط لما يحصل علناً في الجانب السيء من التعاطي مع الأزمة الرياضية الراهنة ولم نشهد في الجانب الآخر من يغلب لغة العقل والواقعية في الاحتواء والسير الى آخر الطريق وإن كان مهلكاً ولا يفضي لفائدة أي طرف سوى الاضرار بالرياضة وجمهورها الكبير.
ربما يسأل أحدهم ترى ما هو الحل؟ وهل سننتظر ما يحصل، الحقيقة إن الحلول المتيسرة كثيرة وسبق أن عرضها من طالب بالتغيير واصلاح حال الكرة العراقية من النجوم الكبار والاكاديميين ولكنهم سرعان ما تراجعوا منقسمين الى فئتين وبذات الأساليب التي تحترف التهديد والوعيد والتسقيط، لكن الفرصة ماثلة اليوم وبدعم جمهور أكبر لإعادة الكرة الى الساحة الجماهيرية والضغط باتجاه الاثنين بإيقاف جميع الاجراءات الداخلية والخارجية وما يصاحبها من تهديد لأن نفاد الصبر واتخاذ خطوات غير محسوبة سيكلفنا الكثير وستخسر رياضتنا ما لا يمكن تعويضه!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram