علي حسين
سيظلّ الخطأ الأبرز الذي ارتكبه حيدر العبادي في الانتخابات الأخيرة أنه لم يخرج من عباءة حزب الدعوة ، ولهذا ظلّ طوال الوقت يصرّ على أن تضمّ قائمته الانتخابية أسماء مثل عباس البياتي وعامر الخزاعي ومحمود الحسن ومعهم سيدة مجهولة " هناء تركي " على رأس قائمة النصر .
ظلت الناس منذ الإعلان عن تشكيل قائمة النصر تسأل ماذا سيفعل العبادي ، ومن هي الأسماء الكفوءة التي سيدخل بها الانتخابات ، ولمن سينحاز لأعضاء في حزب الدعوة أثبتوا فشلهم وسذاجتهم السياسية ، أم يذهب باتجاه شخصيات تعيد الاعتبار لصوت الناخب العراقي الذي يتعرّض في كلّ انتخابات إلى إهانة بسبب احتضان الكتل السياسية لنماذج حوّلت البرلمان إلى " بازار " للصفقات " ، ومنصّة لبثّ الكراهية بين أبناء الشعب ؟ ولهذا جاء اختيار حيدر العبادي للعديد من أعضاء قائمته أشبه بالإهانة الشديدة والجارحة التي ولّدت حالة من الاستياء عند الناخبين وتسبّبت في عزوف الكثيرين ، فما معنى أن يمنح الناخب ولاءه لشخصيات لم يبلغوا سنّ المراهقة السياسية ؟ وإذا كان العبادي جاداً في الحديث عن مستقبل هذا البلد ، فلماذا لم يطرد خفافيش الديمقراطية الذين ارتدوا أكثر من قناع .
ظلّ العبادي يلحُّ طوال السنوات الأربع الماضية ، على أنه حامي الإصلاح ، منه جاء وإليه يخصص حصيلة جولاته الانتخابية ، ولهذا هو ، لا يتحرّك وحده، بل هو محاط بكبار الإصلاحيين من أمثال عباس البياتي وفالح الفياض وعامر الخزاعي ، كي يشهرون ثقافتهم في مدن العراق ، ويعلّمون العراقيين كيف تكون الديمقراطية!
أبسط عقل سياسي كان يعرف أنّ عودة الوجوه الفاشلة بالخداع والخطب الإصلاحية ، لن ينجح في هذه الانتخابات وأنّ زمن الضحك على العراقيين انتهى مفعوله. تأخر حيدر العبادي لكي يصل إلى هذا الاستنتاج. الحلّ كان في التغييرالشامل ، لا في" الطبطبة " على الفاسدين .
كانت الحاجة تبرز إلى تشكيل نخبة سياسية فاعلة ومسؤولة، غير عاجزة عن قيادة حركة تعبِّر عن صوت الناخب ، وتحترم معاناته وتستجيب لتطلعاته.. نخبة تنشغل بالبرنامج الوطني ، للناخب الذي سرقت احلامه وامواله ، أكثر من انشغالها بإرضاء حسين الشهرستاني الذي أصرّ على أن يضع هناء تركي على رأس قائمة النصر !
يصنع التاريخ الرجال الذين يخرجون من تردّدهم وطائفيتهم الى فضاء أوسع، المتردّد لايصنع اللحظة التاريخية بالخطب الحماسيّة.