TOP

جريدة المدى > عام > غواية القراءة: افعل ما يتوجب عليك، وليحدث ما يحدث

غواية القراءة: افعل ما يتوجب عليك، وليحدث ما يحدث

نشر في: 19 مايو, 2018: 06:20 م

|       24         |

 علي حسين

إن القراءة تتيح لنا فهم الحياة، تحدِثنا عما كان وعما يكون وأيضاً عما كان يمكن أن يكون.
إنريكى بيلا ماتاس

منذ أكثر من ثلاثين عاماً، أجد نفسي كل جمعة أذهب الى شارع المتنبي، مثل محب يذهب للقاء محبوبته، دون أن يدري ما المفاجأة التي بانتظاره، وفي كل مرة كنت اشعر بنشوة غريبة لحظة النظر الى الكتب، وغالباً ما كانت الأغلفة تقذف بي الى عالم مجهول، بينما كنت أرغب بكل كياني أن أغور في أعماق هذه الكتب، وحين أتمكن من الحصول على كتب جديدة، يبدأ قلق آخر، البحث عن عناوين جديدة آخرى، كنت أًبحث في رفوف المكتبات مرهوباً بالأسماء هذا تولستوي وذاك ايمانويل كانط، هنا يقف جان جاك روسو الى جانب هنري برغسون، من بعيد ينظر اليهم سارتر ساخراً، فيما فكتور هيجو لاتحلو له الصحبة الى مع بلزاك. في زاوية ما يقبع الجاحظ فيما يندب ابو حيان التوحيدي حظه، كنت مثل طفل ضائع وسط غابة كبيرة، يتطفل النظر في وجوه الآخرين، شعور بالسعادة يغمرني، وأنا أمارس لعبة بعث الموتى من قبورهم.
عندما دخل الشاعر الفرنسي بول فاليري الى الاكاديمية الفرنسية سنة 1927 خلفاً للروائي أميل زولا، حرص أشد الحرص على أن يُكرم الكتاب الذين سبقوه :"لم يعد من مورد للموتى إلا الاحياء، فأفكارنا هي سبيل النور الوحيد المتاح لهم، هم الذين علمونا أشياء كثيرة، واختفوا كأنما ليفسحوا لنا مكاناً وتركوا لنا حظوظهم كلها. فحري بنا أن نُنصفهم وأن نستقبلهم في ذاكرتنا بخشوع وورع.. الحق أقول لكم أيها السادة، لا أعلم كيف يمكن لأي منا أن يحافظ على رباطة جأشه عندما نفكر مجرد التفكير في مخزون الكتابات الهائل المتراكم في هذا العالم، وهل ثمة ما هو أذهب للعقل من تأمل الجدران المصفحة المذهبة في مكتبة كبيرة.
في يوم من شهر تموز من عام 1858 عام..كتب تشارلز ديكنز رسالة الى أصدقائه يدعوهم الى زيارته :"تعالوا أقرأ عليكم صفحات من رواية جديدة.. وضعت فيها كل ما قرأته من كتب".. كانت الرواية التي يتحدث عنها ديكنز اسمها"قصة مدينتين"،والتي ظهرت المرة الأولى في حلقات في شهر نيسان من عام 1859، لتصدر كاملة في كتاب بعد عدة أشهر، ولتصبح الكتاب الأشهر في تاريخ الرواية الانكليزية حيث بلغت مبيعاتها أكثر من 200 مليون نسخة، كان ديكنز في السابعة والأربعين من عمره، نشر الكثير من الروايات التي حققت له شهرة كبيرة، يكتب في مقدمة قصة مدينتين :"لقد تحققت في هذه الصفحات، مما جرى من حوادث وعذاب.. وهذا ما جرى لي أيضاً"، وفي يومياته يخبرنا ديكنز إنه عانى كثيراً في كتابة قصة مدينتين، ففي شباط من عام 1859 عندما شرع في الكتابة رأى نفسه غير متمكن من وضع بداية مثيرة للرواية :"ليست افتتاحية قصتي مرضية لنفسي". كان يريد أن يقدم صورة لفرنسا قبل الثورة، وصورة للندن وهي بانتظار التغيير :"لقد وضعت على كتفي عبئاً، هو أن أكتب قصة ذات صور. أي أن أكون في كل فصل على صلة مع شخوص أمينة للطبيعة على أن تعبّر القصة عنهم تعبيراً يفوق تعبيرهم عن أنفسهم عن طريق الحوار".
تبدأ أحداث الرواية في لندن عام 1775، حيث نجد الشابة لوسي تكتشف أن والدها الدكتور مانيت لا يزال حياً. بعد أن كان مسجوناً 18 عاماً في سجن الباستيل، وهو الآن موجود في رعاية خادمه القديم، مسيو ديفارج.
بعدها يأخذنا ديكنز الى باريس، حيث تقف عربة تنزل منها لوسي حيث يقودها ديفارج إلى غرفة،، يجلس داخلها رجل عجوز منهمك في صنع حذاء. تقترب لوسي وتضع يدها فوق يده. وعندما يقع نظره على شعرها الأشقر الطويل، يحدق به ويتلمسه، ويسألها: من أنتَ؟ لا تتمالك لوسي نفسها، تضم رأسه لصدرها وتقول: ستعرف قريباً. أريد منك أن تباركني. سآخذك معي لتعيش في سلام.
كان الدكتور مانيت قد استدعي قبل 18 عاماً لإنقاذ فلاح شاب وأخته، لكنه تنبه خلال محاولته معالجة الاثنين أن سبب جروحهما، يعود إلى الوحشية وسوء المعاملة التي أبداهما نحوهما واحد من أعيان فرنسا وهو المركيز دي سانت ايغرموند وأخوه. وإذ يدرك هذان أن الطبيب قد اكتشف أمرهما يعملان على الإيقاع به ويرسلانه إلى سجن الباستيل حيث يحتجز سنوات طويلة ضمانة لصمته عما اكتشفه. وهو الآن خارج السجن، تأخذه ابنته لوسي الى لندن، انه يعاني من متاعب صحية ويحتاج ألى فترة نقاهة، وبالفعل، هناك، وبالتدريج، يبدأ الدكتور مانيت باستعادة حالته الطبيعية. وفي الوقت نفسه يكون قد وصل إلى لندن أيضاً، مواطن فرنسي يحمل اسم شارل دارني. لكن هذا الاسم، كما سنعرف فيما بعد، ليس سوى اسم مستعار، إذ إنه يخفي الاسم الحقيقي لصاحبه الذي هو في الحقيقة ابن أخ المركيز المجرم، وقد آثر ترك فرنسا والتخلي عن ميراثه بسبب كراهيته الممارسات التي تقوم بها طبقة النبلاء الفرنسيين التي ينتمي إليها أصلاً... فهو شخص طيب لا يمكنه السكوت عن العنف والظلم، ولهذا يغير هويته ويعيش في لندن. هناك يتعرف إلى لوسي، ابنة الدكتور مانيت. وبعد حكاية غرام سعيدة يتزوج شارل منها، في الوقت الذي تكون فيه الأمور قد تطورت في فرنسا، وسادت حقبة العنف بعد الثورة. وذات يوم يجد شارل دارني لزاماً عليها أن يتوجه إلى وطنه الأصلي لكي يحاول إنقاذ خادم أمين كان الثوار قد حاكموه وسجنوه، بتهمة العمل في خدمة النبلاء. ولكن شارل، بدلاً من أن ينقذ الخادم، يجد نفسه قيد الاعتقال ويحاكم من قبل الثورة ويحكم عليه بالموت. الا ان الشاب الانكليزي سيدني كارتون، الذي كان محباً للوسي، وها هو الآن مستعد للتضحية من أجلها ومن أجل سعادتها، حتى بروحه، ومن هنا لأنه يشبه شارل دارني شبهاً غريباً في مظهره، يندفع كي يحل محله في السجن ممكناً شارل من الهرب والعودة إلى إنكلترا، بينما يستسلم هو لمصير أختاره لنفسه ويبدو راضياً عنه.
ولد تشارلز جون ديكنز في السابع من شباط عام 1812 وكان ثاني ثمانية أبناء لموظف ضئيل الحجم يعمل كاتباً في البحرية، ونظراً لأن الأب كان عاجزاً عن تلبية احتياجات عائلته الفقيرة، اضطر تشارلز وهو في الثانية عشرة من عمره أن يعمل عند صانع أحذية، في بداية عام 1824 سجن أبوه بسبب عجزه عن سداد ديونه، ووجد تشارلز نفسه وحيداً بعد أن سافرت والدته مع اخوته للعيش في مدينة أخرى، هذه الطفولة البائسة ظهرت بوضوح في معظم شخصيات الأطفال في روايات ديكنز، فكلهم كانوا يعانون من البؤس والحرمان.
**********
لن نتوقف عن الاكتشاف ابداً..وستكون نهاية كل اكتشافاتنا.. أن نصل الى المكان الذي بدأنا منه.. لنتعرف عليه للمرة الاولى".
إليوت

صبيحة يوم من أيام تشرين الأول عام 1910، كتب تولستوي في يومياته :"أفعل ما يتوجب عليك، وليحدث ما يحدث".. كان في الثانية والثمانين من عمره، ومن أكثر الكتّاب شهرة في العالم، قبلها بسنوات أعلن إنه مستعد أن يتخلى عن شهرته وماله وحياته إذا تطلب الأمر تقديم خدمة لبني البشر، يرتدي ملابس الفلاحين، وسوف يتوقف عن ممارسة الطقوس المسيحية، فقد أخذ ينكر على القساوسة تعصبهم وعلى القيصر طغيانه.. والقراء يهتفون أن كاتبها المفضل أصبح نبياً، لكن اسرته تعده أحمق، و زوجته تتهمه بالجنون، فالحياة البسيطة ومجالسة الفلاحين قد بدت لها نوعاً من أنواع الحمق، يكتب في إحدى رسائله لصديق :"لعلك غير مصدق، ولكن لك أن تتصور مدى عزلتي أو مدى زراية الناس بشخصي أو هوان أمري عليهم"، كانت مأساة تولستوي أن دعوته لمثل عليا لم تلقَ استحساناً عند المقربين منه، ولم يجد مفراً سوى الهروب ففي الساعة الخامسة من صباح يوم الثامن والعشرين من تشرين الأول 1910 غادر تولستوي منزله. يكتب الدكتور الخاص به في مذكراته :"في الساعة الثالثة صباحاً أيقظني ليف تولستوي، كان مرتدياً روب الصباح، قدماه عاريتان، وبيده شمعة تعلو وجهه علائم الألم. قال لي بصرامة وانفعال : قررت الرحيل. أنت تسافر معي. لا توقظ سونيا. سوف لن نأخذ الكثير من الحاجيات معنا، أسرعت لغرفة العمل لأحزم أمتعته. لقد وضع بنفسه بعض الملابس ومجموعة كتب ومعها مسودات كتاباته"، كان المقربون منه يدركون جيداً أن تولستوي عاش مهموماً خلال الأشهر الاخيرة، يشعر بالتعاسة، كان يحلم ويتحدث عن حياته المقبلة، حيث سيعيش أكثر بساطة. كان يقرأ كثيراً، وتشغله الأفكار التي طرحها في روايته الحرب والسلم عن قدر الأنسانية ودور الفرد في التاريخ، وميزات العقل مقارنة بالغريزة.. إلتهم كتب كانط، وشوبنهور يكتب في يومياته :"ما من أحد كتب قط شيئاً أعمق وأكثر صحة عن ألم الانسان المكافح بكل رغبته في الحياة، ضد قوى التخريب، وعن ضرورة العفة مثل شوبنهور هذا المتشائم المتوحش".
في محطة القطار في قرية آستابوفو التي وصلها بعد خمسة أيام من السفر المتعب يكتب :"أين أنا، الى أين أذهب؟ وأمام أي شيء أنا أهرب؟".
كانت هذه الاسئلة تؤرقه وتعذبه، فالكلمات تهجره وسيكتب :"كنت أرجو أن أتحرر مما كان يعذبني، قلت لنفسي لماذا أنا حزين، مم أخاف أجابني صوت الموت : مني أنا إني هنا، كان كل كياني يشعر بالحاجة الى الحياة، بالحق في الحياة، ويشعر في الوقت نفسه بعمل الموت، ذلك التمزق الداخلي رهيب..كل شيء يقول لي لا شيء في الحياة إلا الموت، وعلى الموت ألا يكون!".
حاول أن يفكر في عائلته، في المزرعة التي تركها وراءه، في زوجته في الحرب والسلم، وهل يستطيع أن يكتب مثلها الآن. كان الرعب يحتله، ممتزجاً بالحزن.
يتذكر إنه كتب في إحدى ليالي شهر تموز من عام 1863 الى أحد أقاربه وكان قد مر عام على زواجه قائلاً :"لم أشعر من قبل قط كما أشعر الآن باستعدادي الذهني والخلقي للعمل والجدارة به. وعندي ما أقوم به قصة تتعلق بالفترة(1810-1820) هذا العمل الذي شغلني منذ بداية الخريف"كان تولستوي قد تفرغ لأكثر من سنتين لقراءة عشرات الكتب عن تاريخ نابليون، والإسكندر الأول، وقد وجد نفسه مغطى بأكوام الورق والخرائط يكتب :"امتلأ ذهني باحتمال القيام بعمل عظيم، كتابة قصة نفسية عن الإسكندر ونابليون، عن كل خسة حاشيتيهما وحماقتهم وكلامهم الفارغ وخياناتهم، لقد شغلت كتابة الحرب والسلم خمس سنوات، وأبعدته عن كل عمل آخر، وتتذكر زوجته سونيا أن تولستوي كان كلما يخرج من غرفته بعد أن يكون قد كتب صفحات من الرواية يقول لها :"إن قليلاً من دم حياتي إنصب في المحبرة". عملت زوجته سكرتيره له منذ بداية كتابة الرواية حتى نهايتها، تتصارع مع المسودات التي كان يغيرها بين الحين والآخر، في يومياتها تكتب :"إني أقضي وقتي بأجمعه مستنسخة قصة ليون، وهذا فرح عظيم لي، وكلما استنسخ شيئاً أعيش في عالم كامل من الأفكار والانطباعات الجديدة". وبعد شهرين تكتب :"ظل ليون يكتب هذا الشتاء بأسره، وكان طوال هذه المدة منشغلاً تطفر الدموع من عينيه، ويغلي قلبه، أعتقد أن قصته هذه ستكون عظيمة".
موضوع الحرب والسلم، هو مصير البشرية التي تتخبط في نشوة الحرب العجيبة وفوضويتها. أما المشاهد التاريخية فيستخدمها تولستوي كسند توضيحي من أجل تعزيز مواقف الشخصيات. إن الحرب والسلم تتناول حياة أسرتين، أسرة روستوف الذين أفقرتهم الظروف، وال بولكونسكي الذين يقفون على قمة المجتمع ثراءً، ويقدم لنا تولستوي فكرتين عن الحب الأولى على لسان اندرو :"من الممكن ان تحب قريبك فهذا هو الحب الإنساني، أما أن تحب عدوك، فهذا هو الحب الإلهي"أما بيير فأنه مشغول بسؤال آخر :"ما الخير، وما الشر؟ وما ذا ينبغي على المرء أن يحب؟ وماذا ينبغي عليه أن يكره، من أجل أي شيءيعيش المرء".
في يومياته يكتب الطبيب الذي رافق تولستوي عن الساعات الأخيرة من حياته :"قبل منتصف الليل جلس بسرعة بعد أن بذل كل ما يملك من قوة. كان يتألم ويتنفس بصعوبة قال في صوت مختنق : إنني خائف أن أموت.. إن ذلك يدعو الى الاشمئزاز، من الصعب جداً أن تموت يجب على المرء أن يعيش كما يشاء الله،".
**********
في الخامس عشر من تشرين الاول عام 1965 وعلى شاطيء بحيرة في كازخستان، وصل الخبر لرجل قصير القامة، خشن الصوت، ذو عينين زرقاويتين حادتين كان يقضي إجازته في خيمة ومعه حقيبة مليئة بالكتب، يحملها معه أينما يذهب، يعود إليها بين الحين والآخر، إنها رواية الحرب والسلم لتولستوي ودايفيد كوبر فيلد لديكنز، وقصص موباسان ومجموعة أعمال تشيخوف، كان في الستين من عمره لم ينجز سوى كتابين الأول رواية متوسطة الحجم والثاني ملحمة روائية أراد فيها أن يتبع خطى المعلم تولستوي. عندما سُأل ميخائيل شولوخوف عن خبر فوزه بجائزة نوبل ابتسم ابتسامته المعهودة وقال للصحفيين :"من الصعب أن يخرجني هذا الخبر من متعتي اليومية، إعادة قراءة الحرب والسلم، واصطياد السمك والعيش وسط الناس مثل ديكنز.. ولكن هذا لايمنع أن تأتي للانسان ضربتان من ضربات الحظ في يوم واحد، الحصول على جائزة نوبل واصطياد بطة كبيرة".
ولد شولوخوف في 24 أيار عام 1905، كان عمره خمس سنوات عندما توفى تولستوي، بعد ذلك سمع من والدته إنها كانت تشاهد الكاتب الكبير وهو يتجول مع الفلاحين ويمنحهم بركاته، كانت الأم قد تعلمت الكتابة والقراءة من أجل أن تكتب خطابات لابنها عندما سافر للدراسة في موسكو عام 1922، أما أبوه فقد عمل في معظم المهن، فلاح، بياع في دكان صغير، تاجر أبقار، عامل في مطحنة للدقيق، وعندما يصل شولوخوف الى موسكو للدراسة تضطره الظروف أن يعمل عتالاً في المراكب وكاتب حسابات، في العام 1924 ينشر أولى قصصه القصيرة، لكنه يقرر في العام 1925 أن يحذو حذو تولستوي ويكتب ملحمة روائية جديدة :"لتكن بعدة أجزاء.. تتناول الحرب والسلم.. والحب والموت.. والعدل والحقيقة". وتمضي السنوات وهو يكتب في أجزائها، حيث ظهر الجزء الاول منها عام 1928، بينما ظهر الجزء الاخير عام 1940.. هكذا حقق شولوخوف رواية بأربعة أجزاء وبثلاثة آلاف صفحة.بنفس حجم روايته الاثيرة الحرب والسلم.
في الدون الهادئ يروي لنا شولوخوف حياة القوزاقي ميلخوف العائد لقريته من آخر الحروب مع تركيا، وعلاقته بحبيبته اكسينيا وزوجته ناتاليا، واخيه واخته وجيرانه واصدقائه، واعدائه، وزملائه في الحرب والعمل والتمرد، وارتفاع نجم حياته من الارض، الى الحرب والمجد، والتحقق بالحب والانجاب، ثم تردده وسثوطه وفاجعته وانهياره الى ان يصبح طريدا محطما، فقد كل شيء، لم يبق له الا ابنه الصغير وحسه الخلقي المعذب بالاثم والضياع.. انها رواية لايكاد يفلت من اطارها العريض شيء من احداث الموت والبلاد، الحب والحرب.
آبانا الدون الهاديء المجيد، آبانا وحارسنا الدون، مبارك اسمك.
يكتب شولوخوف :"في المجال الانساني، القراء بدأو يعقدون مقارنات بين الحرب والسلم والدون الهاديء.. لكنهم لايدرون ان تولستوي غير حياتي منذ ان كنت في الخامسة عشر من عمري حيث عثرت في احدى المكتبات نسخة قديمة من كتاب المعلم تولستوي".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

النوبة الفنيّة أو متلازمة ستاندال

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا

تخاطر من ماء وقصَب

موسيقى الاحد: كونشرتو البيانو الثالث لبيتهوفن

التقاليد السردية بين الأصالة والأقلمة

مقالات ذات صلة

أدباء: الشعر لم يخل عرشه فما زال يتشبث وأثبت بأنه يحتفظ بالقدرة على التنويع والتجديد
عام

أدباء: الشعر لم يخل عرشه فما زال يتشبث وأثبت بأنه يحتفظ بالقدرة على التنويع والتجديد

علاء المفرجي يرى الكثير من القراء والنقاد انه كان للرواية ظهور واضح في المشهد الأدبي العراقي خلال العقود الثلاث الأخيرة، فهل استطاعت الرواية أن تزيح الشعر من عليائه؟ خاصة والكثير من الشعراء دخلوا مجال...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram