متابعة: المدى

قدم العديد من الأعمال التي حاكت الواقع العراقي، من مشكلاته ورغبته بالبحث عن خيوط الامل هنا وهناك، اضافة الى ما يُعانية المجتمع من طفولة ضائعة ومشردة، ووجع ونسيان وتهجير وتغييب وهجرة ومنفى، حتى كاد الوطن يبحث عن وطن في اعماله، الفنان التشكيلي لؤي الحضاري، عوّدنا بغرائبية أعماله التي يقدمها، فهو يستخدم التركيب أسلوباً لما يقدم، وحتى لوحات الرسم يعمل على إدخال خامات مختلفة في عمله التشكيلي أضافة الى منحوتاته المميزة، وبعد مشاركة الحضاري في العديد من المعارض المختلفة بعمل أو عملين استطاع أخيراً إقامة أول معرض شخصي له في جمعية بيت تركيب بعنوان " بقايا ... بقايا " حيث أقيم المعرض مساء يوم الخميس الفائت في جمعية بيت تركيب.
الأعمال التي قدمها الحضاري مختلفة كلّ منها يتحدث عن موضوعة ما، وكل منها في الواقع يُشكل حكاية في موضوعة ما فيذكر الحضاري " لقد قدمت بغداد وتراثها من خلال تقديم منحوتة "بيت تراثي" كما قدمت في ذات المعرض منحوتة "طفلة مشردة" والتي سبق وان قدمتها في مسابقة جائزة عشتار لعام 2017، إضافة الى اعمال كثيرة قدمتها وهي جديدة في هذا المعرض تتحدث عن البقايا في حياتنا التي لم نجني منها سوى بقايانا."
من يحضر المعارض التي يُشارك بها لؤي الحضاري، سيجد أنه يميل الى تقديم الفن بشكل حداثي ومعاصر حيث يُعنى في كل التفاصيل من اختيار الخامات، وموضوعة النقاش، وأسلوبه ولمسته في نقاش هذه الموضوعة وادخال عناصر من الطبيعة على العمل، وهنا يحاول الحضاري أن يناقش فكرة كما يذكر لنا وهي " أين هي العلاقة بين اللوحات التي رسمها لؤي الحضاري في أستراليا عام 1985 ، عندما كان عمره أربع سنوات وتماثيله المكونة حديثاً؟ ."
أن الانطباعات التي يأخذها المتلقي من افتتاح معرض لؤي الحضراني الفردي "بقايا البقايا" في بيت تركيب سيجد أنه "يجمع في معرضه بين طفولته والطفولة التي يراها في أيامنا هذه في العراق. تظهر تماثيله القوية أن الأطفال الداخليين يكافحون من وجهة نظر شخص بالغ يحقق في الأمر. لا تفوتها. المعرض مفتوح خلال شهر رمضان مساء كل يوم ."