TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: آخر نكات الفتلاوي

العمود الثامن: آخر نكات الفتلاوي

نشر في: 21 مايو, 2018: 08:33 م

 علي حسين

لم يخطر في باله أنّ الرواية التي كتبها عن رئيس الخدم الذي لايعرف سوى الطاعة المطلقة ، ستنقله دفعة واحدة الى المجد والشهرة والمال ، كان الأديب الياباني كازو إيشيغورو ، في الثانية والثلاثين من عمره ، يريد أن يكتب كتباً عن الحياة التي يشوّهها الكذب ، وتساءل ما الذي يجعل الإنسان يتحوّل إلى تابع لأفكار الآخرين .
في رواية بقايا النهار ، نقرأ عن رئيس الخدم الذي يجد نفسه يتحوّل مثل المتاع من سيّد إلى آخر، وعليه أن يكون مخلصاً إن لم يكن عبداً ، و في خدمة الولاء المطلق ، لايصلح سوى لدور واحد هو دور التابع .
سيقول البعض ياله من بطر ، الناس منشغلة بأمر الكهرباء وبماذا يفكر وزير الكهرباء الذي ما إن حصل على كرسيّ البرلمان حتى قرّر أنّ العراقيين يستحقّون العيش في الظلام . أما الـ 30 مليار دولار التي نُهبت بإشراف الشهرستاني وتنفيذ أيهم السامرائي وعفتان ووحيد!، فهي مجرد ارقام في هذه البلاد المنشغلة بتحويل حنان الفتلاوي من نائبة تصرخ دعماً للفشل والخراب ، الى زعيمة سياسية لاتقلّ أهمية عن المرحومة مارغريت ثاتشر ابنة البقال ، التي أنقذت بريطانيا من الإفلاس والأزمة الاقتصادية ، ورفعتها إلى واحدة من أقوى اقتصاديات العالم .
يفوت البعض دائماً، في حالات الإنبهار بشخصيات " استثنائية " مثل حنان الفتلاوي ومشعان الجبوري ، أن يلاحظ أنّ هناك إضاءات في هذه البلاد لايريد أحد أن يشير إليها ، منها مثلاً أنّ كاتباً عراقياً ينافس على جائزة من أكبر الجوائز الأدبية ، وأعني به الصديق أحمد سعداوي وروايته فرانكشتاين في بغداد المرشّحة على جائزة البوكر العالمية ، ومنها أيضا فوز شخصية بمقعد البرلمان ، من دون أن تدفع ديناراً واحداً على الدعاية الانتخابية ، وأعني به السيد محمد علي زيني ..رغم أنّ عالية نصيف لا تزال غير مقتنعة بشهادات الزيني الجامعية .
يبتسم الياباني إيشيغورو حين تسأله إحدى الصحف عن روايته بقايا النهار : " أريد أن أُحذّر من مجتمع خانع تابع لا قيمة فيه ، ولا كرامة لشيء سوى الخوف، لذلك فإن أول ما يفعله أبطالي هو تدمير المعابد ، لكي لا يخرج علينا مسؤول يرفع راية التقديس"!.
نحن ياسيدي نصرّ على انتخاب التابعين ، أمّا " التقديس " فالخطوط الحمر كثيرة في هذه البلاد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram