TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: بشارة زائفة من أمانة بغداد!

شناشيل: بشارة زائفة من أمانة بغداد!

نشر في: 26 مايو, 2018: 08:16 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

حسبناها بشارة تأتي متأخرة جداً جداً من أمانة بغداد. وبالطبع فإن يأتي الشيء متأخراً خير من ألّا يأتي أبداً، فاستبشرنا، ليتبيّن أنّ الأمر بقضّه وقضيضه ليس سوى أكذوبة أخرى تعوّدنا على مثيلاتها من سائر مؤسسات الدولة.
الخبر الذي نشرته وسائل الإعلام الإثنين الماضي استناداً إلى بيان رسمي من الأمانة أفاد بأنّ "دوائر البلدية في أمانة بغداد ستتّخذ الإجراءات القانونية الرادعة بحقّ أصحاب مرائب وقوف السيارات الذين يتقاضون مبالغ من المواطنين أعلى من التسعيرة الرسمية المحددة"، وأنّ هذه الإجراءات "تشـمل غلق المرآب المخالف"، وأنّ "دوائر البلدية تعمل على تدقيق عمل الساحات المرخصة وإلزام أصحابها بالأسعار المحدّدة لضمان عدم استيفاء أيّ مبالغ إضافية ومتابعة المخالفين ومحاسبتهم" .
البيان لم يُشر إلى التسعيرة الرسمية المحدّدة، لكنَّ آخر معلومة في هذا الشأن تفيد بأنّ الأمانة حدّدت منذ سنة ونصف السنة ( كانون الأول 2016) سعر الوقوف في المرائب بألف دينار عن كل ساعة ،على ألّا يتجاوز مجمل الدفع مبلغ خمسة آلاف دينار كحدّ أقصى.
بعد يومين من نشر الخبر تصادف أنني ورفيقاً لي احتجنا إلى إيقاف سيارتنا في أحد المرائب .. غبنا أقلّ من ساعتين وعدنا ففرض علينا صاحب المرآب أو العامل فيه أن ندفع له خمسة آلاف دينار من دون أيّ وصل يثبت تسلّم المبلغ أو يبيّن الوقت الذي مكثت فيه سيارتنا داخل المرآب.. بلهجة استنكار شديد، مترافقة مع نظرة احتقار في الواقع، ردّ الرجل على اعتراضنا بخصوص المبلغ الكبير الذي كان علينا أن ندفعه.. مؤكّد لو أننا واصلنا اعتراضنا واحتجاجنا للقينا ما لا يرضينا، بحسب التعبير العدواني الذي نقلته إلينا عينا الرجل اللتان كان الشرر يتطاير منهما.
الطريف - هل هو طريف حقاً؟ - أنّ هذا المرآب مجاور تماماً لمقرّ أمانة بغداد الرئيس في شارع الجمهورية !
السؤال: إذا كان المرآب المجاور للأمانة بهذه الدرجة من تحدّيها وعدم الخوف منها ومِن وعيدها، كيف هي الحال إذن مع المرائب الأخرى، وبخاصة البعيدة تماماً عن أعين الأمانة ورجال بلديّاتها؟ .. وفي الأساس هل ثمة مَنْ يخاف الأمانة ويخشى تهديداتها؟ .. اسألوا المتجاوزين على الأرصفة والشوارع والساحات والحدائق العامة ... وحتى أملاك الأمانة!
لو كانت أمانة بغداد جادّة في تطبيق ما جاء في بيانها لألزمت أصحاب المرائب بوضع لوحات بارزة مكتوبة عليها الأسعار بحسب الساعات، وبتحديد ساعة الدخول إلى المرآب وساعة الخروج منه، كما هو جارٍ ليس فقط في البلدان المتقدّمة.. وإنّما أيضاً حتى في الصومال والسودان.. وربما بوركينا فاسو كذلك!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram