سلام خياط
يفزع المرء -حقاً يفزع- من استشراء ظاهرة عدد الأحزاب السياسية المجازة في عراق اليوم ، ما من أسم ذي رنين او صفة محمودة إلا وإستعيرت لإطلاقها على مجاميع الأحزاب الجديدة ،ليشكل لها أرضية صلبة تثبت عليها ركائز وجودها .
كأن سياط اللهب المناخي ، وإرتفاع درجات الحرارة عن معدلها المعتاد ، لم تعد تكفي لزيادة المشقة على العراقيين ، والتي تلاحقه مطلع كل شمس ، وتتعقبه إثر كل غروب ، ليجئ عدد الأحزاب المتفاقم ليبلغ الرقم المعلن (( ٢٥١)) حزباً ،، بعدما اعلنت المفوضية للإنتخابات تسجيل وضم سبعة آحزاب جديدة . صرحت انها إستوفت شروطها القانونية !
……..
هل الزيادة في عدد الآحزاب السياسية رسميا ظاهرة صحية ؟؟ آم انها وجه العملة آلأخر للتشرذم والفساد وسوء الإدارة وعقم التفكير ؟
في بريطانيا - ام الديموقراطيات- لا يزيد عدد الآحزاب الرئيسة فيها عن ثلاثة آحزاب : المحافظون ، العمال ، الأحرار . مع عدد قليل من الأحزاب الهامشية التي لم يكتب لها يوماً آستلام دفة الحكم .. قط .
في فرنسا : عدد الأحزاب السياسية لا يتجاوز عدد اصابع اليدين :: ابرزها الحزب الراديكالي . و الحزب الشيوعي الفرنسي، وحزب الجبهة الوطنية .. إلى جانب أحزاب صغيرة آخرى لا تشكل قطب الرحى في القرارات المصيرية الفرنسية .
في المانيا ، أبرز الأحزاب :: حزب الآحرار الديموقراطي ، الحزب الإشتراكي . حزب اليسار . حزب الخضر ، .
………..
تلتزم أغلب الأحزاب -في الدول الديموقراطية- بتعليمات وتنظيمات صارمة ، والإلتزام بالشفافية المالية ووضوح المنهج والهدف … فماذا عن العراق الذى إستورد اسمال الديموقراطية المهترئة . وتباهى بلباسها علنا وعلى مرأي ومسمع من شهود العيان ؟؟!