إياد الصالحي
ما أصعب أن يُساق المَرْء الى تحقيق هدفٍ يراد منه فرض واقع يُحقق منافع أشخاص قفز بعضهم على حقوق آخرين أكفاء جرى تغييبهم من خلال نظام مغلق تحيطه شبهات التلاعب والانتقائية وسوء النيّة بالدليل قولاً وفعلاً، بعدما أعلن أبرز صانعي القرار فيه أن استمرار وجود أولئك الاشخاص يمثل تحدياً خاصاً لهم لا استسلام فيه مهما استعرت نيران معركة أثبات الوجود، فهم لها!
تصوّروا كيف أصبح الموقع الرياضي هدفاً كبيراً يستحق أن تخوض من أجله مجموعة ما التحدي للظفر به ناسفة كل مبادىء الرياضة السمحة والبسيطة والمشذّبة من الأطماع كما يفترض، وهذا ما يتطلب وعياً بالغاً يدرك خطورة الغلو في التعصّب لاسيما أن المواقع أسست لخدمة الرياضيين بموجب أوامر التكليف في عمل تطوعي خالٍ من أية عوائد مالية مثل المرتّبات أو الصلاحيات المالية المخالفة للتعليمات والمعارضة للهدف الرئيس من وجود المسؤولين على رأس تلك المواقع.
ومع إنطلاق السباق الانتخابي الكروي ظهر اليوم الخميس الواحد والثلاثين من أيار لعام 2018 ووضع أول ورقة في صندوق اقتراع الهيئة العامة لاتحاد كرة القدم في فندق الرشيد، تكون معركة أثبات الوجود قد إنتهت شكلياً وربما يتنفّس المرشحون الصعداء لفترة زمنية، ويعاودوا انتظار حسم محنتهم في محكمة جنايات النزاهة أو محكمة كاس الدولية، كل ذلك ليس مهماً، فالانظار كلها شاخصة الى واحد وخمسين عضواً في عمومية الاتحاد بغياب التمثيل النسوي بفعل فاعل، المهم كيف تقدّر العقول نسب فوائد وأضرار مشاركتها وتأثيرها على مستقبل اللعبة في السنين الأربع المقبلة؟
إن أصول الانتخابات الشرعية التي يرتجف لهيبتها كل من يطمح لموقع الرئيس في جميع الاتحادات بالعالم دون استثناء وحتى لو كان مرشحاً لوحده، فأنه مطالب بتقديم برنامج انتخابي مغاير عمّا وعد به في دورته السابقة، ويفي حقه أمام العمومية، لكن ماذا عن برنامج كتلة الاتحاد الحالي التي تمثل العدد الأكبر والكاسح مقابل المرشحين المستقلّين، هل أن الاطمئنان بالفوز بعد ضمان أوراق الترشيح والتزكية مبرراً لعدم الاعلان عن جديد الكتلة لاسيما أن الخسائر التي تكبدتها اللعبة في أهم تحديات الاتحاد بعدم التأهل الى مونديال روسيا ومشاكل الدوري غير المنتظم أكثر من مكاسب لا تأثير لها في حسابات الانجاز على مستوى الاولمبي والناشئين إلا على المدى البعيد مع وجوب التذكير أن تلك الانجازات لا قيمة لها مطلقاً في ظل التغييب المزمن لدوري الفئات العمرية وعدم التصدّي الحازم للمزوّرين، وهو الملف الشاغل لكبار مسؤولي الرياضة في بلدنا، وعن هذه المسألة بالذات علمنا أن هناك ملفاً خاصاً بها كان من المؤمل عرضه على الاتحاد الدولي لكرة القدم في لقاء زيورخ الأخير لولا تعذّر حصول مدير الدائرة القانونية في وزارة الشباب والرياضة على الـتأشيرة السويسرية.
لسنا ضد رغبة وطموح أي شخص يمتلك المقدرة على اضافة خبرته لتستفيد منه كرتنا خلال سنيّ وجوده في الاتحاد، لكن ما نفع أشخاص أضافت كرتنا الكثير لسيرتهم ولم يقدموا لها مشورة أو مقترحاً أو فكرة تطوّر منظومتها، بل العكس غطّت مشاكلهم وتصريحاتهم وتوعداتهم على مساحة وجودهم في الاتحاد بدليل أن أحدهم لم يرد اسمه في قضية النزاهة لملف خليجي21 ويؤكد أنه سيذهب معهم الى المحكمة وكأن الموضوع اجتماعي صرف لا علاقة له بأموال الدولة التي من حقّها أن تراقب وتدقّق طالما أن الاتحاد لا يمتلك ديناراً واحداً من خارج ميزانية الحكومة، فأي فكر يقود اللعبة ولا يرى مصلحته إلا باحتكار مقعد إدارتها ولا شأن له بهزائمها وتراجعها وحاجتها الى التقويم.
من يمتلك الثقة والإرادة الحقيقية لتحدّي العالم على عدالة وصواب ترشّحه واستحقاقه خوض الانتخابات، عليه أن يستقتل من أجل تطبيق نظام أساسي غير مطعون في مواده ويفند كل الاتهامات الموجهة للاجراءات غير الصحيحة التي شابت عملية قبول ملفات المرشحين والقفز على بعض الشروط المهمّة والمحاباة في منح س المصادقة على ملفه وإقصاء ص برغم أن س اقتحم وآخرين اقتحموا المنظومة عبر النافذة بلا خبرة ولا تخصّص، فيما يواجه ص المزهو بتاريخه الناصع حرباً قذرة كما وصفها عند بوابة الانتخابات تسعى لاغتيال حق الترشّح على يد من لا تاريخ له!