TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: دولة أم كيان مافياوي..؟!

شناشيل: دولة أم كيان مافياوي..؟!

نشر في: 30 مايو, 2018: 06:58 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

قرار مجلس الوزراء بفصل سلطة الطيران المدني عن وزارة النقل وإلحاقها بمجلس الوزراء يبدو هروباً إلى الأمام من حلّ مشكلة نشأت بين رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل.
في الأيام الماضية علمنا ممّا نُشر في وسائل الإعلام، وبينه كتب رسمية متبادلة بين الأمانة العامة لمجلس الوزراء ووزارة النقل وتصريحات إعلامية، أن وزير النقل قام بنقل مدير عام سلطة الطيران من منصبه وتعيينه في وظيفة مدير عام مؤسسة نقل المسافرين والوفود وتعيين مدير هذه المؤسسة مديراً عاماً لسلطة الطيران المدني. وزير النقل قدّم ما يبدو أنه سبب منطقي لإجرائه، فمدير عام سلطة الطيران المنقول إلى نقل المسافرين والوفود لا علاقة له من قريب أو بعيد بالطيران، فهو يحمل الدبلوم الزراعي في الإنتاج الحيواني وشهادة بكالوريوس في الآداب، بحسب وزارة النقل، فيما مدير عام نقل المسافرين والوفود المنقول إلى سلطة الطيران هو مهندس طيران.
الوثائق المنشورة (الكتب المتبادلة بين الأمانة العامة لمجلس الوزراء ووزارة النقل) أوضحت أن الأمانة العامة اعترضت على قرار وزير النقل بإجراء عملية التبادل بين المديرين العامين في وزارته، معتبرة أنّ الأمر من اختصاص الحكومة ورئيسها. الوزير ردّ بأنّ هذا الامر هو من صلب اختصاصه ووزارته.
يبدو أنّ رئيس مجلس الوزراء وجد نفسه في موقف لا يُحسد عليه، بعدم استطاعته الردّ على منطق وزارة النقل ووزيرها بمنطق أقوى، فقرر الهروب إلى الأمام بانتزاع سلطة الطيران المدني من وزارة النقل وإلحاقها بمجلس الوزراء، أي برئيس الحكومة والأمانة العامة لمجلس الوزراء.
نحن لم نسمع من مجلس الوزراء ورئيسه ما يُقنع بأنّ موقفهما ليست وراءه دوافع شخصية أو سياسية. من الطبيعي أن تكون سلطة الطيران المدني تابعة لوزارة النقل كما هي سلطة الموانئ وسلطة السكك الحديد وسلطة نقل المسافرين وسواها.
مجلس الوزراء برّر انتزاع سلطة الطيران من وزارة النقل بمنح هذه السلطة صلاحيات أوسع ومنع فرض عقوبات دولية على سلطة الطيران مجدداً.. أمر جيد... لكن السؤال : إذا كان هذا هو السبب الحقيقي وراء قرار مجلس الوزراء، لماذا لم يُتّخذ قبل الآن، قبل نشوب الخلاف بين رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل بشأن المناقلة بين مديري الطيران المدني ونقل المسافرين ؟
قيل قديماً: حدّث العاقل بما لا يُعقل فإن صدّق فلا عقل له.
برغم كلّ المحن التي مررنا بها نحن العراقيين فإن نسبة كبيرة منّا لم تزل تحتفظ بعقل سليم.
مجلس الوزراء ورئيسه والأمانة العامة لمجلس الوزراء عليهم أن يدركوا هذا تمام الإدراك، فلا يتعاملوا معنا بعيداً عن الشفافية.
نحن مفترضون أننا نعيش في دولة.. من أولى واجبات الدولة احترام مواطنيها وعقولهم .. في عالم المافيات والعصابات هناك ممارسات أخرى.
أفتونا، مأجورين، هل نحن دولة أم كيان مافيوي؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram