متابعة: المدى
كتب قصة المدينة في سردياته، وكان من الروائيين الذين أشاروا الى واقع المدينة بمشكلاتها وحكاياتها الشعبية، فمن يحاول أن يتعرف الى الحكايات البغدادية يقرأ أعمال الروائي خضير فليح الزيدي، اليوم ومن خلال المدى حاولنا التعرف الى ما سيقدمه الروائي خلال شهر رمضان، هل هنالك جديد له؟ ما هي أهم قراءاته وكيف يقضي الشهر ...؟
يذكر الزيدي متحدثاً عن منهجية أيامه في شهر رمضان ويقول"في رمضان طبعا يختلف نظام الحياة المعتاد، بسبب اختلال مواقيت النوم والطعام. في هذا الشهر تقل لديّ الحركة خارج البيت، لأن الحياة تتوقف في بغداد في المناسبات الدينية كثيراً، مما يتيح لي مجالاً واسعاً للمطالعة عندما تتحول غرفتي إلى زنزانة انفرادية، حيث ينعم البيت في هدوء غريب وعجيب، خاصة في ساعات الصباح. أفراد العائلة ينهضون من النوم في حدود الساعة الواحدة أو الثانية بعد الظهر، أما أنا فأجلس من النوم كالمعتاد في الساعة السابعة صباحا طمعاً في تكريس ساعات الصباح في القراءة. أما الكتابة فقد خصصت لها ساعات ما بعد قيلولتي النهارية وأول ساعات الليل. في رمضان حافظت على نظامي الغذائي وساعات النوم الطبيعية من دون خلل يذكر."
أما عن قراءاته فهو يميل لقراءة أمهات الكتب القديمة، ويقول " شرعت في إعادة قراءة منهجية واعية لنجيب محفوظ وقد أنهيت بعد خمسة أيام رواية أولاد حارتنا فأكتشف بها البنية السردية المتماسكة والتي جاءت بفعل بلورة الحكاية الروائية. اكتشفت عظمة محفوظ من خلال الأزقة والحارات ودفق الحكايات الشعبية. إنها بحق رواية عظيمة تنهل من قاع المجتمع المصري عظمتها. ومن الروايات الحديثة شرعت أيضاً بقراءة رواية (هكذا كانت الوحدة) لخوان خوسيه مياس ولأول مرة أقرأ لهذا الروائي المدهش الذي يستغرق في سرد التفاصيل الدقيقة عن الحياة. القراءة بالنسبة لي تشعرني بالوجود والحياة بعيداً عن الروتين القاتل في النوم والأكل. إنها لحظات التأمل المدهشة لحظات التوحد مع عوالم. لا تستطيع المناسبات الدينية والاجتماعية تغيير نمط حياتي المعتاد. رمضان موسم للعبادة سابقاً هذا صحيح ولكنه تحول إلى موسم للاحتفاء بالكروش وحشو المعدة وتربيتها على الهضم غير المنظم، أطباق الطعام والسهر والعصائر والحلويات، وأنا لا أستطيع أن أنسف برامج حياتي الشخصية من أجل الطعام. تحول إلى موسم شعبي للاحتفاء بأصناف الأطباق، أكثر منه للعبادة في وقتنا الحاضر."
ويبدو أن الزيدي يجد وقتاً اضافياً للقراءة في شهر رمضان ويقول" لقد انقطعت علاقتي بالتلفزيون بشكل نهائي. معتقداً أنه مفسدة منظمة لإبادة الشخصية، القنوات التلفزيونية تحاول تقنين المشاهد وجعله فأراَ للتلقي السلبي وتخضعه لتجارب مختبرية للسياسة الخبيثة وموجهات خفية من أجل الإطاحة بحرية الفكر الشخصية، لذلك ابتعد عن غرفة المعيشة التي فيها التلفاز اللعين فهو الشيطان الذي يسلب حقي في التفكير الحر."
أما عن جديده فيقول الزيدي "ثمة عودة وحنين لعالم القصص الجميل، لدي كتاب قصصي أعمل عليه منذ فترة وقد آن الاوان لأن أعيد ترتيب النصوص فيه بعنوان( انتظريني قرب فرن صمون البركة) سيكون جاهزاً بعد ثلاثة أو أربعة شهور تقريباً. اكتشفت أن كتابة القصص من نوع سمارت، بمعنى القصص ذوات المكر في بناء الحدث هي العدة التي بنيت بها عوالم ذلك الكتاب المشروع."