TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: نصب جواد سليم يسأل!

العمود الثامن: نصب جواد سليم يسأل!

نشر في: 4 يونيو, 2018: 09:18 م

 علي حسين

ألا نشعر بالخجل ونحن نرى شعوباً تُغيّر مصائرها عبر احتجاجات سلمية ومنظمة، بينما نجلس، على قارعة الطريق ننتظر مصيرنا من دون أمل في الخلاص؟ أعرف أن السؤال عبثي ولن يقدّم أو يؤخّر، لكنّ رؤية متظاهري الأردن وهم يمارسون فعل التغيير، بينما نحن”نيام”أمر يثير الحزن والأسى.
كثير من العراقيين اليوم يشعرون بالحسرة وهم يشاهدون شعب الأردن يتحرك لتعديل أوضاعه وممارسة حقّ تغيير الحكام الفاشلين، وتجربة كل ما هو جديد، الشعور بالحسرة قد يكون فعلا إنسانيا نبيلا، لكنه يتحول إلى نوع من البلادة والاستسلام للأمر الواقع مادام لم يقترن بفهم للواقع الذي نعيشه.
ما يفرقنا عن الأردن، وأمم كثيرة أخرى سبقتنا إلى تصحيح أوضاعها المتردية، أنهم يملكون قوى حية وفاعلة للتغيير، مقابل اصرار البعض على موت الحركة الاحتجاجية في”بلاد الواق واق".
عندما أراد الأردنيون التحرك استطاعوا في بلد صغير حشد الآلاف وأقنعوهم بالخروج إلى الشارع، الأمر الذي هزّ الحكومة وجعلها تقدم استقالتها بسرعة! وأنا أقرأ في الأخبار استقالة الحكومة الأردنية بسبب قوة الاحتجاجات، تساءلت مع نفسي ما الذي يمنع شباب العراق اليوم من أن يقفزوا بالبلاد إلى قطار الاحتجاجات المؤثرة والفاعلة؟ ولماذا ينتظر المتظاهرون الإشارة من أحزاب ترى أنّ الوقت الآن غير مناسب! والسؤال الأهم : لماذا غاب الشباب في هذا الوقت العصيب من الوقوف تحت نصب جواد سليم ليحاسبوا نظاماً سياسياً لايملك من الكفاءة والسياسة سوى مفردات عن الانبطاح والتوازن والشفافية. نتذكر جميعاً أنّ بداية احتجاجات الشباب، كانت من أجل الخدمات، ونتذكر جداً أنّ الكهرباء وانعدامها كانت المحرّك الأول، لأن تخرج الناس لتسأل : أين صرفت المليارات،ووفقاً للأرقام المعلنة حتى الآن فإن عشرات المليارات من أموال العراقيين سرقت بحجة الكهرباء حتى أنّ البعض قال ساخراً : إنّ ما نُهب من أموال الكهرباء يكفي لشراء أصول شركة 'جنرال ألكترك' ومعها شركتا”سيمنز وإلكترونك.
لانريد لاحتجاجات العراقيين أن تكون مجرّد مناكفات سياسية، هدفها الأول صرف الأنظار عن الخراب السياسي وغياب الخدمات وضياع الأمل ببناء بلاد مستقرّة.
يغيب شباب الاحتجاجات عن الوقوق تحت نصب جواد سلسم، مثلما غاب نواب البرلمان عن اجتماع يناقش كارثة جفاف العراق، في الوقت الذي تصر فيه حنان الفتلاوي ، الجلوس على كرسي جديد، وليكن كرسيّ محافظ بابل، ثمنا للحرائق التي اشعلتها خلال السنوات الماضية!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram