إياد الصالحي
طفت على سطح الحدث خلال الأيام القليلة الماضية مشكلة مصير رئيس لجنة الحكام طارق أحمد الذي خسر ثقة عمومية الاتحاد في واحدة من مخلّفات الفوضى العارمة لانتخابات اتحاد كرة القدم التي بدأت قناعات كثيرين من داخل الاتحاد وخارجه تؤمن بنتائجها الوخيمة على علاقات المنضوين للاتحاد وهيئته العامة وبقية الكيانات التابعة له، خاصة أولئك الذين كنا نعوّل على حذقهم القانوني ونحرص على أن يكون لهم الرأي السبق في المدى لبيان معالجاتهم الشرعية أزاء مشكلات الرياضة ومنهم من أسهم بشكل منفرد في كتابة النظام الأساسي للاتحاد وناور بشكل فاضح في تفسيراته سواء التي خصّنا بها في حوارات مطلع العام الحالي وأواخر سابقه وما تم تطبيقه أثناء إجراءات حسم ملفات المرشّحين وصولاً الى المؤتمر الانتخابي اللاشرعي.
نعم، قد تبدو لكثيرين أن خسارة طارق أحمد جاءت نتيجة تآمر مباشر لم ينفه شخصياً، وأخذ يلوّح كما سرّبت بعض المصادر بأنه لن يسكت مطلقاً، وسيبقى مصرّاً على معرفة أسباب حصوله على 19 صوتاً من مجموع 51؟ لكن هل يعلم الجميع وطارق أولهم أنه لو صَدَقَ شكّه بوجود تآمر ضده فمعطيات آلية وجوده غير الشرعي ضمن الهيئة العامة كممثل لرابطة الحكام عقب انتخابات صورية على طريقة تزكية مختار المحلة وهو يستحقها بالفعل لخلقه الرفيع ومهنيته الكبيرة لا تشفع لتبرير احتلاله مقعداً في العمومية والاطمئنان بالفوز واستمرار عمله في الاتحاد منذ عام دورة 2004؟ هناك من فطن لخطورة فوزه كونه الدليل الأبرز الذي يُدين الاتحاد بخرق فاضح ويؤدي الى إلغاء الانتخابات، ومن يحلل مصادرة حلم طارق عملياً يستنتج أن الاتحاد المنتخب تشاور ملياً ونصح نفسه بالمثل العربي ( أبعد عن الشر وغني له( !
وكشف النائب الأول لرئيس الاتحاد شرار حيدر عمّا يخالج نفوس جميع زملائه من حذرٍ تام لتناول موضوع طارق أحمد ومصير لجنة الحكام أمام ملايين المشاهدين عندما علّق على مكالمة الحكم الدولي السابق رعد سليم ورسالة زميله لؤي صبحي في برنامج (بيت الرياضة) الذي يقدمه الزميل حسن عيال وشدّد بلغة حادة (يا أخوة .. أرجو الكف عن هذا الموضوع فاتحادنا ناضج ولا يجوز أن تضغطوا علينا لمجرّد أن الرجل خسر الانتخابات)!! ما دواعي الكف هنا والحكمان يطرحان مقترحاً وجيهاً بإعادة تشكيل لجنة الحكام من أهل الخبرة والشباب لتعزيز عامل الاستقرار في المرحلة المقبلة، مؤكدين ثقتهم بالاتحاد المنتخب على الأخذ بالمقترح مع تقديرهم للخدمات التي قدمها طارق.. لماذا امتعض النائب الأول من هذا الطرح؟!
للأسف الاتحاد يراهن على مرور الوقت للخلاص من ضغط الانتخابات، وأرى أن تكثّف جهود الجميع بمن فيهم الإعلام ورجال التحكيم السابقين لتبنّي مقترح تغيير شامل في لجنة الحكام وفق ما تتطلبه وعود الإصلاح، وأضم صوتي الى صوتي رعد ولؤي كونهما من الحكام الكفوئين إضافة الى زملاء آخرين أمثال حازم حسين وصباح قاسم وصباح عبد يمكن أن تتوجه الانظار اليهم لاختيار رئيس وأعضاء اللجنة بنزاهة تامة تؤطّرها مصلحة اللعبة لا العلاقات ولا الانتماءات.
وكنت قد نصحت الحكم الدولي السابق رعد سليم بأن عمله في برنامج يستهدف تشخيص أخطاء الحكام شكّل لوبي ضده غير منظور ربما يكون له القول الفصل في حالة طرح اسماء معينة لتولي المهمة الجديدة، فأغلب العاملين في الوسط الرياضي مصابون بداء التناقض، فهم يروا في مجاملة رعد أو أي شخص يتصدّى لمهمة إعلامية بمثابة تقرّباً لهم، وفي مصارحته لكشف عيوبهم بُعداً عنه يزيدهم حقداً عليه! لذا لابد أن يعود الى مهنته الاساسية ويختار العمل المباشر في اللجنة إن تم اختياره ليكون على خط التماس الإداري من واقعها ويتفاعل عن قرب ولا يكون رقيباً عليها!
بالمناسبة، معلوماتي تفيد بأن شكوى رعد سليم اعتراضاً على ما جرى لرابطة الحكام من انتهاك صارخ لأصول الانتخابات تتطلّب منه دفع مبالغ طائلة لمحكمة كاس الدولية لن تسعفه امكانياته المحدودة على السداد لوحده، ولا دخل لقضية شكوى عدنان درجال بملف سليم إذا ما أراد الأخير المضي بها للمحكمة، فلكل واحدة رسومها المكلفة مادياً.
إن الوقت مبكّر لتأكيد أو تفنيد اعتماد طارق أحمد رئيساً للجنة الحكام، فرابطة لجنة الحكام هي ليست مرجعاً أو كياناً مؤثراً على تشكيل لجنتهم ضمن لجان اتحاد الكرة، ووجود طارق على رأس رابطة غير شرعية لا يعني حُكم الإبقاء عليه رئيساً للحكام في لجنتهم الفاعلة داخل الاتحاد، فاللجان لم تشكّل بعد، ويجب أن يكون هناك موقف مهني يستلزم إناطة المهمة لمن يستحقها كونها تركت سلبيات كثيرة هذا الموسم دفع ثمنها الحكام أنفسهم.
من يمتعض ويحذّر ويطالب الناس بالسكوت فواحدة من أثنتين، أما يخشى من فضح المستور، أو أن قرار تسمية طارق أحمد رئيسا للجنة الحكام أتخذ رسمياً ترضية لشعوره بالخيانة و...لابد أن يرضى!