TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: ضحايا تفجير الحسينيّة برقبة العبادي

شناشيل: ضحايا تفجير الحسينيّة برقبة العبادي

نشر في: 9 يونيو, 2018: 07:42 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

هؤلاء الذين قضوا في انفجار الحسينية في مدينة الثورة (الصدر) ببغداد، ومعهم الذين أُصيبوا بحروق وجروح وكسور وانكسارات نفسية ستلازمهم دهراً أو حياتهم بأكملها، ومعهم الذين تهدّمت بيوتهم ومدارسهم، ومعهم الذين صدمهم الحادث على امتداد العراق، دماؤهم وأرواحهم ومعاناتهم في عنق الحكومة ورئيسها حيدر العبادي أكثر من غيرهما.
لا عذر للعبادي وحكومته، فكائناً من كان الذي حوّل حسينية الى مخزن للأسلحة والذخيرة فإنه يتحمّل مسؤولية مباشرة عن هذه الجريمة التي لا ينبغي أن تمرّ كما مرّت سائر الجرائم المماثلة، لكنّ رئيس الحكومة يتحمل مسؤولية أكبر، فهو المُختار من الهيئة المنتخبة من الشعب (مجلس النواب) ليكون"المسؤول التنفيذي المباشر عن السياسة العامة للدولة، والقائد العام للقوات المسلحة"بحسب ما قضى به الدستور.
واقع أنّ مَنْ حوّل حسينية في حي سكني مزدحم بالسكان إلى كدس سلاح وذخيرة هو ميليشيا لا يغيّر في مسؤولية رئيس الوزراء وحكومته، فهما المسؤولان عن ضمان الأمن للسكان، وهما المسؤلان عن تنفيذ القانون وحفظ النظام العام. لو كانت الحكومة ورئيسها متقيّدين بواجباتهما الدستورية ما كانا قد سمحا بتشكيل الميليشيات وما كانا قد سمحا بوجود السلاح خارج أيدي القوات الحكومية المحكومة بالقانون والنظام، وما كان لأحد أن يتجرّأ على حيازة السلاح وتكديسه في حسينية بجوار مدرستين وسط حي سكني شعبي.
مرات عدة سمعنا فيها رئيس الوزراء يؤكد ويُعيد التأكيد بأنه لن يسمح بأن يكون السلاح خارج يد الدولة، ولم يحصل شيء، مثلما سمعناه مرات عدة يؤكد ويُعيد التأكيد بأنه سيشنّها حرباً ضد الفساد والفاسدين شبيهة بالحرب ضد داعش، ولم يحصل شيء كذلك.. والآن، بفضل تردّد رئيس الوزراء وعدم حزمه وحسمه، يتجرّأ الفاسدون على خوض انتخابات مجلس النواب، ويفوز بعضهم بالمال العام المسروق، ويتجرّأ الفاسدون أكثر بالانقلاب على العملية الانتخابية التي صمّموها بأنفسهم ورفضوا أيّ تعديل في قوانينها وإجراءاتها يجعل منها عملية نزيهة وشفافة وعادلة، ويسعون حالياً لتخريبها لأن الانتخابات الأخيرة لم تأتِ بالنتائج التي أنفقوا من المال الحرام في سبيلها.
أقصى ما فعله العبادي في مواجهة الجريمة السافرة هذه أنه أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث (!). التجربة علّمتنا أن تشكيل لجنة على هذا النحو يعني تسجيل القضية ضد مجهول.
العبادي كان في وسعه، لو أراد، أن يتّخذ من الحادث مناسبة ليطلب من الميلشيات حلّ نفسها أو تسليم أسلحتها الى الدولة، أو أقلّه إخراجها بعيداً عن المدن والمناطق الآهلة بالسكان.
الطريف أنّ السيد العبادي، برغم هذا كلّه، يسعى إلى ولاية ثانية..!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram