عدوية الهلالي
أعرب أحد النواب العراقيين عن سروره البالغ بتوحد كلمة عدد كبير من النواب وتصديهم بقوة وصلابة لنتائج الانتخابات الأخيرة التي أقل مايمكن أن يقال عنها انها كانت ( مهزلة ) تاريخية ، فقد ضربت الرقم القياسي في حجم العزوف عنها وضربت رقماً قياسياً آخر كما يبدو في التزوير والتلاعب في النتائج في الداخل والخارج ، وأهم رقم قياسي حققته هو طول فترة مخاضها الذي لايعرف أحد أن كان سيسفر عن ولادة جنين مشوه أوتوأم سيامي أو ربما ينتهي بوفاة الوليد وبدء مرحلة أخرى من التزاوج السياسي ..
هلل النائب بفرح هاتفا :" لقد نهضنا ، ووثبنا وثبة كبرى ، ثرنا وتمردنا ضد الواقع الحالي " مشيراً الى اعتراض البرلمان على نتائج الانتخابات واتهام الكتل الفائزة بوجود تزوير مؤكد والمطالبة باللجوء الى العد والفرز اليدوي للخروج بنتائج جديدة خاصة بعد الحوادث ( العرضية) من حرق لصناديق الاقتراع ثم سقوط اجهزة البايومتري في مخازن مفوضية الانتخابات ووفاة احد الموظفين وإصابة آخرين ..ربما يظن هذا النائب المتحمس ان برلمانه حقق مالم يحققه برلمان آخر من شفافية وقوة ووحدة ، متجاهلاً مابلغه المواطن العراقي من وعي يمكنه من تمييز ماهية برلمانه العتيد ، فهو يمرمنذ أربع سنوات بمرحلة الموت السريري عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات تخدم الصالح العام بل إن العديد من القرارات ظلت غافية على الرفوف بانتظار تشكيل البرلمان الجديد وتصويته عليها ، فلا ضير أن يتأخر البت بالقرارات مادام هنالك برلمان قادم سيرث سابقه !!
أما عندما تعلق الأمر بمصالح النواب الشخصية فهاهم يقفون صفاً واحداً لتشريع التعديلات على القانون الانتخابي خلال أيام قليلة بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية والفكرية والايديولوجية ..انها (المصلحة الخاصة) اذن التي تحرك العملية السياسية في العراق ولاشيء غيرها ، ومن أجلها يمكن أن يبتسم الاعداء في وجوه بعضهم البعض وأن تتحالف الكتل المتنافرة وتتوحد الرؤى لغرض تمديد عمل البرلمان في سابقة لم تعرف البرلمانات مثلها ، فكل شيء جائز وممكن في عراق التناقضات ابتداءً من إعادة حساب نتائج انتخابات جرت بالطريقة الالكترونية التي (ماتقبل غلط) في بقية دول العالم ، وحتى تعاقب الحوادث العرضية التي تضع المواطن العراقي أمام حقائق شاخصة مفادها اننا نعيش وسط المجرمين والمخادعين، فهنالك من ارتكب جريمة حرق نتائج الانتخابات ومن ارتكب جريمة تزوير تلك النتائج ( المخلة بالشرف) ،وهنالك من يناور لتجنب عملية العد والفرز اليدوي الكامل أو يلجأ الى عقد تحالفات سابقة لأوانها لضمان تشكيل كتلة تصمد بوجه كل التصدعات حتى لو كان أطرافها (متنافرين) ، فالمهم أولا وأخيراً هو غلبة (المصالح الخاصة) ..