اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: باي باي سليم

العمود الثامن: باي باي سليم

نشر في: 30 يونيو, 2018: 09:04 م

 علي حسين

لم يتبقّ لنا ونحن نشاهد النهاية"التعيسة"لجلسات البرلمان، سوى أن نشكر كلّ الكومبارس من النواب والسياسيين الذين أدّوا أدوارهم بكلّ مهنية وإخلاص، وساهموا بتقديم نهاية ممتعة للمسلسل الدرامي الطويل"كرسي سليم الجبوري". هكذا أُسدل الستار على صفحة ساخرة من تاريخ العراق، وإذا أردتَ عزيزي القارئ أن تعرف عمق المأساة التي وصلنا إليها في زمن"حنان الفتلاوي"ابحث عن رئيس البرلمان الذي استنكف أن يخرج على العراقيين ليقدم الشكر لهم،لأنهم تحملوه خلال الأربع سنوات الماضية! ومثلما اختفى سليم الجبوري، توارى عن الأنظار نائبه"الهمام"همام حمودي"ومعه أكثر من مئة وخمسين نائباً، وجدوا أنّ حضورهم الجلسة الاخيرة للبرلمان وتقديم الشكر للشعب الذي وضعهم على الكراسي ونقلهم من البؤس الى مصاف أصحاب الثروات، امر لا يستحق العناء.
برلمان ومؤسسات سيطر عليها الانتهازيون من غير أن يقدموا أي خدمة لهذا الشعب، كأنما الإنسان في هذه البلاد لا مقياس له سوى الموت والدماروسرقه احلامه ومستقبله. كأنما لا حقّ للمواطن العراقي في برلمان يحترم الشعب. كأنما يليق بهذا البلد أن لايظهر به ساسة إلّا من وزن عالية نصيف ومحمد الكربولي ومحمود الحسن وعواطف النعمة، شعب لا يملك الحق في محاسبة رئيس البرلمان على أربع سنوات من التخبط والعشوائية وغياب مصلحة الوطن والمواطن. وكأنما حقوق الناس مختصرة في الكراسي التي ضاعت من سليم الجبوري وعامر الخزاعي وعتاب الدوري.
أكرّر مرة أخرى، أنّ أفدح خسائرنا في السنوات الاربع الاخيرة من عمر البرلمان هي أننا عشنا مع سياسيين ومسؤولين لا يملكون ذرة إنسانية ولا نبل، انخفض لديهم مؤشر الوطنية وانعدم لديهم الشعوربالمسؤولية الأخلاقية، فصار المواطن بالنسية لهم مجرد ورقة انتخابية استغلها برلمان كسيحٍ مارس الدجل والخداع!
عام 1968 قامت ثورة الطلاب في فرنسا ضد ديغول الذي صنع النصر لبلاده، لكنّ صوت الشعب كان أقوى، ليذهب في النهاية الرجل الذي أسس الجمهورية الفرنسية الحديثة، الى معتزله في الجنوب يكتب مذكراته بفرنسا أكثر قوة وأماناً، وبسهولة أسقط البريطانيون بطل الحرب العالمية الثانية تشرشل، فلا قدسية لأيّ مسؤول حتى وإن كان بحجم امرأة مثل تاتشر التي أنقذت بريطانيا من الإفلاس،لاصوت يعلو في الديمقراطيات الحقيقية على صوت الشعب، وارجوك لاتسألني عن ديمقراطية سليم الجبوري.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram