سلام خياط
يفزع المرء — والله يفزع — إذ يقرأ في المواقع الألكترونية ، إعلان المفوضية العليا للإنتخابات ،عن عدد الأحزاب السياسية،،وإعتزامها المشاركة في الإنتخابات المقبلة ،، والتي تصرح المفوضية بشأنها انها إستوفت شروط التأسيس .
(٢٠٤) أحزاب معلن عنها ، ومعظم الأسماء براقة وموحية ولها دلالاتها— منها نموذجا وليس حصرا — الصفاء ، النقاء ، الصالحون ، الأرض ، اليقين ، بيارق الخير ، موطني ، الإنقاذ ، الأبرار ، الإستقرار ، الأمانة ، الوفاء ، الإصالة ،،و،، و،، والحبل عالجرار .
………….
لا عتب — والمضمار مفتوح على مصراعيه لمن يتقدم —حتى لو إقتصر طلب إجازة الحزب الوليد على أفراد العائلة ونفر من الأصدقاء ،، دون الدخول في التفاصيل المصيرية :: كجهة التمويل مثلاً ، وعدد الأعضاء المسجلين حالياً وتوقع أعداد المسجلين لاحقاً ، و..و.. لكن العتب المرير على الجهة — الجهات —المسؤولة عن هذا الخرق الفاضح ، وإغماض العيون عن الهدف أو الّأهداف غير المعلنة الكامنة وراء هذا الكم الهائل من الأحزاب والكيانات في بلد تعصف الآمّية بين بنيه ويتفاقم (الجهل ) حتى بين بعض المتعلمين منهم .
…………
لا بد من تثبيت وتكريس شروط صارمة أمام من ينوي التقديم على إجازة حزب - وعدم ترك الأمر جزافا وعلى عواهنه ، كالإعلان عن مصدر التمويل ،، ومنهجية الحزب وغاياته البعيدة وأولوياته القريبة وتوقع اعداد المنخرطين تحت لوائه ،
…………..
في بريطانيا — مثلاً — ثمة حزبين يتنازعان السلطة ، المحافظون والعمال ، يشاركهما حزب الأحرار الذى لم يتسن له الإمساك بمقاليد الحكم بمفرده ، قط .
في اميركا ،، ذات الكثافة السكانية العالية يتناحر حزبان رئيسان على الإستئثار بالسلطة مع عدد من الأحزاب الصغيرة التي لم يتسن لها إستلام السلطة منفردة … كذلك الأمر في فرنسا ، وفي أيطاليا ، والهند المتسعة المساحة الجغرافية والكثافة السكانية .
في العراق تجاوز عدد الأحزاب ال( ٢٠٠ ) حزب .. وعين الحسود فيها عود ،،،آمين !!