TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: لا عذرَ للعبادي بعد اليوم

شناشيل: لا عذرَ للعبادي بعد اليوم

نشر في: 1 يوليو, 2018: 08:05 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

لم يعد ثمة عذر لرئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، في التواكل والتغافل عن تفعيل وتنفيذ الأوامر القضائية باستدعاء أو القبض على أعضاء مجلس النواب المنتهية ولايته الليلة قبل الماضية وسواهم من كبار المسؤولين في الدولة، ممّنْ قد رُفعت في حقهم دعاوى تتعلق بالفساد الإداري والمالي والإرهاب.
لا عذر للعبادي بعد اليوم، فالنواب لم يعودوا نواباً وحصانتهم قد سقطت، ولم تعد القوى السياسية المتنفّذة في البرلمان التي كان يخشاها العبادي إن "تحرّشَ" بنوابها ووزرائها ومدرائها الفاسدين أو رعاة الإرهاب، قادرة على التهديد بإسقاط حكومته.
الآن أصبحت حقوق الشعب ومصير الوطن في عهدة العبادي وحكومته حتى الانتهاء من عمليات العدّ والفرز لنتائج الانتخابات والتصديق على هذه النتائج والتئام مجلس النواب الجديد وتأليف الحكومة الجديدة.
العبادي أطلق خلال السنوات الأربع الماضية العشرات من الوعود والتعهّدات التي لم يتحقق منها إلا القليل جداً .. حتى التعهّد بدحر الإرهاب لم يُنجز بالكامل بعد، فداعش لم يزل فعّالاً يرتكب جرائمه بدم بارد في عدد غير قليل من مناطق البلاد.
ليس المطلوب من العبادي أن ينصب المشانق للفاسدين والإرهابيين في الساحات العامة على طريقة نظام البعث، فثمة أحكام وقرارات استدعاء قضائية لا تحتاج سوى إلى التنفيذ وتقديم المطلوبين إلى القضاء ليقوم بواجبه تجاههم. أما الفارّون خارج البلاد، وبينهم نواب هربوا منذ أيام فقط قبيل انتهاء مفعول حصانتهم البرلمانية، فليس من الصعب على العبادي وحكومته السعي لاستعادتهم عبر الشرطة الدولية "إنتربول".
في وسع العبادي أن يفعل الكثير على هذا الصعيد من اليوم حتى تشكيل الحكومة الجديدة إذا كان صادقاً في ما قاله مراراً وتكراراً عن عزمه على مكافحة الفساد والإرهاب، فصلاحياته في هذا الخصوص ليست مهدّدة الآن بسيوف مسلّطة من القوى التي ينتمي إليها الفاسدون والإرهابيون.
لإفادة السيد العبادي يُمكنني أن ألفت نظره وانتباهه إلى ما فعله رئيس وزراء ماليزيا، مهاتير محمد، العائد أخيراً إلى رئاسة الحكومة في بلاده .. أول إجراء اتّخذه العجوز الماليزي بعد أداء اليمين الدستورية إصدار الأوامر بالقبض على سلفه رئيس الوزراء السابق وعدد من أفراد عائلته وحاشيته ممّن عاثوا فساداً ونهبوا مليارات الدولارات من المال العام الماليزي.
كلّ ما يحتاج إليه العبادي هو أن يكون صادقاً مع نفسه ومع شعبه فيتّخذ القرارات المتوجّبة المؤجلة التي ربما كان غير قادر على اتّخاذها قبل الآن خوفاً من ردّة فعل مجلس النواب السابق الذي قد شُيّع إلى مثواه الأخير الليلة قبل الماضية غيرمأسوف عليه.
فما حيلة العبادي بعد اليوم؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram