إياد الصالحي
خُذ ما شِئت من الألقاب، واسبح في ثراء نجوميتك، وعزّز أرصدتك من المحبة في قلوب الجماهير، وعضّد ثقتك بين محيطيك لتتبوأ أعلى المواقع، لكن أياك أن تجرح كرامة "سلطوي رابع" منحه الدستور العراقي حرية التعبير المكفولة من الدولة ما لم ينعكس تصرّفه سلبياً على نظامها أو ينحرف سلوكه في قضية رأي عام ويخرج عن أدبه.
آلمني جداً مقطع فيديو انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأول الاثنين يُظهر لنا يونس محمود، المعروف بهدوئه وانضباطه في محادثة الإعلام دون أن تأخذه المكابرة فوق أحد، فشراسته وانفعالاته في الملعب يوم شهد معاركه التنافسية على فرص حسم مصير منتخب البلد وما أكثرها تختلف عن وداعته خارج مستطيله بتعاطيه الذكي مع النقد الإعلامي مهما كان قاسياً، إلا في المقطع هذا لم يكن يونس موفقاً في كيفية احتواء سؤال زميلنا محمد الخفاجي، أحد الصحفيين الشباب نزيهي الخُلق والمهنة تخرّج من صحيفتي ( قيثارة سبورت ) و( المدى ) بنجاح قبل أن يُكمل طموحاته المشروعة في قناة ( المدى ) التي تعلّم فيها أسس المراسل الكُفء هو وعدد من الزملاء الذين استقطبتهم بقية القنوات برسم مؤهلاتهم وحبّهم للتحديات في متابعة القضايا الرياضية الساخنة وتقديم أبرز التقارير عن أحداثها يومياً.
الخفاجي تقدّم بسؤال مهم ليونس كونه رئيس رابطة اللاعبين الدوليين السابقين بعد فضِّ اجتماعٍ للهيئة العامة للرابطة: هل ترى أن حضور 21 عضواً من أصل 83 يسمح قانوناً للتصويت على نظام الرابطة الأساسي؟ هنا ظهر يونس مُستفزّاً، وأصرّ على سحب الخفاجي من مرفقه قائلاً ( آني أحجي هندي .. شنو جابوك تحقّق معي .. هذا شلون جايبينة على الصحافة .. تعال اطلع بالكاميرا هنا حتى يشوفوك .. تعال .. تعال لا تخاف ) !! هل هذا معقول يا يونس ؟ لا يمكن أن يتم قبول محادثة بين رياضي خلوق كان وما يزال مضرب مثلٍ لجميع لاعبي المنتخبات، يتحلّى بصبر جميل في أقسى الأزمات التي تلقى خلالها طعنات من أقرب زملائه في المنتخب، لكنه لم يبالِ لأحد واستمرّ في صقل شخصيته حتى ودّع الكرة من الباب الواسع وسط ترحاب أسرة اللعبة باختياره العمل الإداري رغبة منه في خدمة الكرة ومستثمراً علاقاته الودية مع الجميع، لكن أن يدشّن باكورة عمل الرابطة بتصريحات متشنّجة لثلة من مراسلي القنوات الشباب، يُسكِت أحدّهم بحجة أن عمره صغير ويُظهِر الخفاجي بأنه فقير المعلومة بطريقة مهينة لفضحه أمام الناس هرباً من سؤاله، لا فالفشل سيكون حتمياً لمهمته إذا مارس مسؤوليته بهكذا أسلوب وردّة أنفعال لا تتناسب مع علاقته بالإعلام الذي يبقى مديناً له طول عمره.
على يونس أن يلتفت لملاحظات كثيرة تشوب عمل رابطة اللاعبين الدوليين السابقين التي سعت لخلط الأوراق في مهدها بطريقة ( الفزعة ) عبر تدخلها في قضايا مدربين أرتأت إدارات الأندية التي يعملون فيها الى إنهاء عقودهم لأسباب شتى لا علاقة للرابطة بها كونهم ينتمون لرابطة المدربين التي لا يُعرّف وضعها القانوني هي الأخرى منذ إنتهاء انتخاباتها، فالانظمة الاساسية يفترض أن تكون جاهزة قبل ستة أشهر من مؤتمر 31 أيار الماضي وتجري عملياتها الانتخابية بإشراف لجنة الانتخابات نفسها وليس اعضاء الاتحاد درءاً للضغوط والمحاباة.
المفارقة أن رابطة الحكام الوحيدة التي تمتلك نظاماً أساسياً لم تنتخب رئيسها طارق أحمد قانونياً، ويعلم مستشار الاتحاد د.نزار أحمد بهذا الأمر وألتزم الصمت هو والاتحاد ولم يعقّب يوماً لمعرفتهم أن دخول طارق أحمد العملية الانتخابية غير شرعي ويترتب على ذلك إبطال تسميته لو سمحت الظروف للحكم الدولي المساعد سابقاً رعد سليم تقديم شكواه الى محكمة التحكيم الرياضية وما تستلزمه من أموال طائلة لا يقدر على تأمينها بمفرده.
تذكّر يا يونس أن رابطة اللاعبين الدوليين السابقين انبثقت للدفاع عن حقوق الهيئة العامة وهي تمارس أعمالها حديثاً وتحتاج الى مساندة الإعلام الرياضي في تبادل المعلومة وتغطية انشطتها وتنوير أسرة الكرة بأهدافها وستراتيجيتها للمرحلة الشاقة المقبلة، فكيف تسيّر أمورك خيراً وتعاني منذ أول وهلة رِهاب نقد الصحافة واستفساراتها وتظن بأنها مغرِضة للتحقيق والتسقيط؟!
الرابطة مطالبة بإعتذار لمحمد الخفاجي، فتصرّف السفاح نكّأ جراح ممثلي الصحافة وكل رجالات الإعلام الرياضي لما تعانيه المهنة في العراق من متاعب خطيرة لا تطاق وضعت حرية الكلمة ورمق الحياة على كفٍ واحد.