TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: فازت تايلاند وخسرالصيادي

العمود الثامن: فازت تايلاند وخسرالصيادي

نشر في: 3 يوليو, 2018: 09:39 م

 علي حسين

أنا وأنت عزيزي القارئ ومعنا الملايين من العراقيين مجبرون على متابعة حلقات معادة ومكررة من مسلسل مضحك اسمه"الكتلة الأكبر". ولانشغال الجميع بصياغة حلقات مسلية من هذا المسلسل، تصبح قضايا مثل انتشار الحمّى النزفية وغياب الكهرباء وتسرب أسئلة الامتحانات، وتفجير صناديق الانتخابات، مجرد اخبار من الدرجة العاشرة، وأنا وأنت أيضا ومعنا عشاق كاظم الصيادي مجبرون على سماع حديث يسخر فيه النائب"الهمام"من امرأة قائلاً"البنيّة آن"ويقصد الوزيرة آن نافع لمجرد أنها مسيحية ولا تنتمي لطائفتنا ولا تملك ميليشيا أو حزب يجبر نائب على الاعتذار، ثمة مؤهلات وتقاليد لا بَّد أن يمتلكها من يريد أن يعمل في السياسة، أبرزها احترام الآخر، والتواضع، فالسياسة ليست كرسيّاً ومنافع وامتيازات، بل مسؤولية وشرف وأمانة.
منذ يومين وصحف العالم منشغلة بالملحمة الإنسانية التي قدمتها حكومة تايلاند، وهي تستنفر كل جهودها من أجل إنقاذ فريق كرة قدم مكون من 12 طفلا حوصروا داخل أحد الكهوف.
مع هذا الرقم تذكّر أيها القارئ عدد ضحايا العمليات الإرهابية التي وقعت في مدن العراق، يرفض ساستنا أن يراهم الناس في لحظة ضعف بشري،فكيف يمكن لسياسي بحجم كاظم الصيادي أن يذرف الدموع وهو الذي يملأ الفضائيات والصحف خطباً وشتائم ومعارك بالمسدسات؟!
كأنما الدرس الذي تعطيه بعض الشعوب موجّه على نحو خاص، الى بلد البرلمان ذي الاكاذيب الكبيرة، عشرات من العراقيين خاضوا حرب الحياة مع كدس الاسلحة في مدينة الصدر، وتهدمت بيوتهم، لم يجدوا حتى اللحظة الفاصلة بين الموت والحياة أي مسؤول يقف منتظرا عسى ان يتم انقاذهم.
12 طفلاً وقفت تايلاند من أكبر مسؤول الى أبسط مواطن تذرف الدموع لأجلهم، فيما تخلى مسؤولونا عن إنقاذ مواطنين تحولت بيوتهم الى مقابر جماعية.
تقوم تجارب الحكومات الناجحة على الصدق والمشاعر الإنسانية. فيما تعيش حكوماتنا الكسيحة على الشك والنميمة والانتهازية واحتقار الإنسان.
وأنا أتابع محنة الاطفال في تايلند كنت أقول لنفسي ما الذي سيفعله ساسة تايلند المشغولون بالصراعات السياسية أيضا، فقدمت لي الحكومة والمعارضة الجواب شافياً. موقف موحد يقول للشعب لا خيار، إما الحياة لهؤلاء الأطفال وإما الذهاب في عتمة الكهف.. فيما وزيرة صحتنا"الهمامة"عديلة حمود حصدت التصفيق والإعجاب في مجلس النواب بعد
كارثة مستشفى اليرموك التي راح ضحيتها عشرات الأطفال الرضّع!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram