اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: تظاهرات البصرة وسِبلت العبادي

العمود الثامن: تظاهرات البصرة وسِبلت العبادي

نشر في: 8 يوليو, 2018: 08:51 م

 علي حسين

منذ شهر مضى، أصدر حزب الفضيلة"مشكوراً"بياناً شديد اللهجة يحذر فيه إقامة الحفلات المضرّة بهوية وسمعة"مدينة البصرة الحسينية"وخاصة خلال أيام عيد الفطر المبارك. وشدد الحزب"مشكوراً أيضا في بيانه الثوري على ضرورة إصدار قوانين صارمة تمنع المستثمرين وأصحاب الأماكن التجارية والترفيهية من القيام بممارسات تخالف ثوابت الدين والآداب العامة.
طبعاً وأنا أكتب هذه الكلمات، لا أدري بمن كان يفكر أصحاب البيان الثوري عندما اكتشفوا أن مشاكل البصرة في الحفلات التي تقام في الأعياد ، هل فكروا بالمواطن البصري الذي يشتري الماء لعائلته؟ هل خطر ببالهم أن المحافظة تعاني من سوء الخدمات وغياب الكهرباء، هل شاهدوا فديو نسليب المراة البصراوية في وضح النهار؟ هل فكروا بالأموال التي سرقت على مشاريع فضائية.. ربما سيقول البعض يا رجل هل أصابك الزهايمر ونسيت أنّ حزب الفضيلة خرج بتظاهرة كبرى في البصرة من أجل نساء البحرين؟.
بالأمس خرجت تظاهرة في البصرة لم تدعمها أحزاب الأخلاق الحميدة لأنها لا تطالب بدولة الفضيلة، وإنما دولة العدالة الاجتماعية، ولم يكن أمام المسؤولين المنشغلين بالصفقات التجارية وتسهيل دخول المخدرات سوى إطلاق الرصاص على المتظاهرين.. وللذكرى فقط: هناك نحو مئات المتظاهرين أُطلق عليهم الرصاص الحي، لأنهم هتفوا مطالبين بتوفير الكهرباء،و لكي لا ننسى: الدكتور حسين الشهرستاني بشّر العراقيين من قبل بأن"العراق سيصدّر الفائض من الكهرباء إلى دول الجوار"، بعدها اكتشفنا أن سبب حرمان العراق من أموال تصدير الكهرباء هو المواطن"البطران"الذي لايعجبه الاستحمام من دون سبلت في الحمام، مثلما أخبرنا رئيس الوزراء عن أسباب أزمة الكهرباء.
مواطنون يواجهون بالرصاص،لأنهم تجاسروا وتظاهروا، وبالمقابل هناك احزاب تريد"تأديب"الشعب، لأنه مصرّ على سماع الأغاني في الأعياد!.
حكومة وأحزاب مؤمنة ورجال دين يصرّون على رمي الفقراء خارج اهتماماتهم، بدليل أن لا أحد سأل نفسه لماذا يعيش المواطن العراقي من دون كهرباء ولا خدمات، بينما تتوافر الخدمات لجميع السياسين والمسؤولين وقادة الأحزاب وكبار رجال الدين. لماذا يتبجح الجميع بقربهم من الامام"ع"وهو الذي لم يجد بالسلطة حقاً استثنائياً في المال والأرض والخدمات، فساوى نفسه مع الجميع، ورفض أن يتمتع بالسلطان. إنه العدل الشامل. فرجل الدين الحق والمسؤول الصادق لا يرضى أن يسكن القصور وينام على المكيفات، فيما رعيّته لا يعرفون شيئاً اسمه الكهرباء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram